كلّ المؤشرات توحي أنّ حجم الفقر في مدينة طرابلس الشمالية قد تضاعف، بعد تفشي وباء “كورونا” بنسبة فاقت نصف سكان المدينة، بعدما خسر معظهم أشغاله ووظائفه، لا سيما أنّ نسبة كبيرة منهم كانت تعيش بمدخولٍ يومي. وهو ما وسّع رقعة العائلات القابعة تحت خطّ الفقر.
من يمشي في طرابلس، تبدو كمدينة أشباح، ومع ذلك لا تلتزم أحياؤها بحالة التعبئة العامة، وكذلك أسواقها الشعبية، نتيجة الفقر المتفشي، الذي دفع الناس إلى عدم الاكتراث بفيروس “كورونا”.
وفي وقت كان ينتظر فيه الطرابلسيون وصول المساعدات الموعودة إليهم، غذائياً ومالياً، أعلن رئيس بلدية طرابلس، في مؤتمر صحافي الجمعة 10 نيسان، عن خطة توزيع المساعدات الغذائية التي خصصتها البلدية من صندوقها بقيمة 3 مليارات لأبناء المدينة. وقال: “أتوجه إلى أهلنا في طرابلس بنداء، يتضمن عدة نقاط:
أولاً، بالنسبة إلى إعلان برنامج التوزيع اليومي لقسائم الاستلام، أطلب من الأهالي البقاء في منازلهم في اليوم المخصص لكل منطقة مستهدفة
– السبت 11 نيسان: شارع الكنائس، التربيعة، الأسواق، التل، النجمة، الرفاعية، باب الرمل، محرم، الخناق.
– الأحد 12 نيسان: التبانة، شارع سوريا، السويقة، البرانية، الشعراني، ضهر المغر، البحصة.
– الاثنين 13 نيسان: القبة، جبل محسن.
– الثلاثاء 14 نيسان: أبي سمراء، المطران، الزاهرية”.
بعد ذلك، وفي حال بقي هناك بطاقات، يتم اختيار مناطق إضافية وفق الأولوية.
ثانياً، شروط الاستفادة من القسيمة
– لكل شقة سكنية قسيمة شرائية واحدة، مهما كان عدد العائلات داخل الشقة، وبالتالي لا اعتبار لعدد العائلات داخل الشقة الواحدة.
– لا يستفيد من القسيمة كل موظفي القطاع العام أو الأجهزة العسكرية والأمنية وموظفي البلدية، وكل من لديه راتب ثابت من اللبنانيين أو الأجانب. لذلك، نتمنى من هذه الفئات الكريمة تسهيل عمل الطلائع الكشفية وشكرها وتشجيعها والاعتذار فوراً عن استلام القسيمة.
– نطلب من كل عائلة تحضير بطاقة الهوية لرب العائلة أو إخراج القيد، لنقل بعض المعلومات الضروية للقسيمة، وفي حال عدم توفرها إخراج قيد عائلي أو هوية أحد الأولاد.
ثالثاً، العائلات الأكثر حاجة
رغم قساوة الظروف، إلا أننا ندعو كل عائلة لا ترى أنها بحاجة لهذه القسيمة، أن تقوم بشكر الكشافة والتبرع بالبطاقة إلى عائلة أخرى قد تكون أكثر حاجة، خصوصاً أن عدد البطاقات محدود بـ40 ألف بطاقة، في حين قد يبلغ عدد الشقق السكنية أكثر من ذلك”.
وتابع يمق: “ندعو مخاتير طرابلس وفاعلياتها ولجان الأحياء والأندية الرياضية والجمعيات الأهلية تسهيل عمل الكشافة المتطوعين، ومواكبة الحملة بكل روح إيجابية، وتذليل كل عقبة قد تظهر، حتى ننجز المهمة بأسرع وقت وأقل قدر من الإشكالات، شاكرين كل جهد يبذل في هذا الاتجاه، ونشكر خاصة القوى الأمنية التي ستواكب الحملة”.
وختم متمنياً “أن تعود الأيام إلى سابق عهدها، ويعود الجميع إلى أعمالهم لتأمين قوت يومهم”.
وردا على سؤال، قال: “بالنسبة إلى أبناء طرابلس الساكنين خارجها، سنعمل على مساعدتهم، وندعو البلديات التي يسكنون في نطاقها العقاري والإداري إلى معاملتهم كما عاملنا الأخوة من أبناء عكار والمنية الضنية وزغرتا والكورة والبترون وغيرها، فينال القسيمة كل من يسكن شقة في المناطق المستهدفة في طرابلس بالحملة.
وهنا أتوجه إلى الاغنياء وقيادات المدينة والوزارات المعنية بالعمل على مساعدة الناس وحل قضاياها الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية، خصوصاً بعد التردي الاقتصادي لدى كل فئات المجتمع”.