في ما مضى من أيام سعيدة لم يكن واحدنا يخرج من بيته قبل ان يتأكد من أنه يحمل محفظته، أوراقه، مفاتيحه، نظاراته، بطاقته المصرفية وما يقدره الله عليه من مبالغ مالية.
اليوم الحاجة الى كل هذه انتفت وصار الخروج من البيت يستلزم أكسسوارات اشد إلحاحاً وضرورة فرضها الكوفيد-19 علينا صارت بمثابة درع نحمله بثقة لصد هجمات الكائن الخفي.
اليوم ما عاد الشرطي يوقفنا ليسأل عن أوراقنا بل ينصب الحواجز لنا ليؤنبنا على تساهلنا في وضع الكمامة، وما عدنا نخشى ان تُسرق بطاقتنا المصرفية بل الخشية كل الخشية الا نعقمها كما يجب بعد استخدامها.
هكذا تغير حالنا وارتقينا من مستوى اشخاص طبيعيين الى مستوى مخلوقات مهووسة بالنظافة والتعقيم وبات كل خروج من البيت يتطلب طقوساً اين منها طقوس رواد الفضاء حين يتركون مركبتهم للتوجه الى الفضاء العدائي المجهول في الخارج.