اعتقال “فتاة التيك توك”

18 مايو 2020
اعتقال “فتاة التيك توك”
اعتقلت السلطات المصرية نجمة مواقع التواصل، مودة الأدهم، في إحدى ضواحي القاهرة، مساء الخميس، بتهمة نشر “مقاطع فيديو مخلة تحرض على الفسق والفجور” عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي.
واعتقلت الفتاة التي يتابع قناتها في “يوتيوب” أكثر من 300 ألف شخص، وصفحتها في “إنستغرام” 1.6 مليون آخرين، داخل مجمع سكني في ضاحية 6 أكتوبر، قبل أن تقرر النيابة العامة حبسها 4 أيام احتياطاً على ذمة التحقيقات، لاتهامها بالاعتداء على مبادئ وقيم أسرية في المجتمع المصري.

وأوضحت النيابة العامة أن القرار جاء بسبب “إنشائها وإدارتها واستخدامها مواقع وحسابات خاصة عبر تطبيقات للتواصل الاجتماعي بشبكة المعلومات الدولية بهدف ارتكاب وتسهيل ارتكاب تلك الجريمة”، علماً أن الشرطة أوقفت الأدهم، المعروفة بلقب “فتاة التيك توك”، في آذار/مارس الماضي لنشرها مقطع فيديو خلال فترة حظر التجول الذي فرضته الحكومة ضمن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا المستجد، ما اعتبر حينها تحريضاً على خرقه، ثم أمرت النيابة بإخلاء سبيلها على ذمة القضية.

وتحدثت صحف عن قيام الفتاة بنشر مقاطع فيديو أخرى ترتدي فيها “ملابس فاضحة، وتأتي بحركات مثيرة”، في إشارة إلى مقاطع نشرتها تتعلق بحياتها اليومية ورحلاتها المختلفة. علماً أن الفتاة تنحدر من محافظة مطروح قرب الإسكندرية، وانتقلت إلى القاهرة حيث عملت في إنتاج الفيديوهات، وأنشأت مشاريع وجمعت ثروة بالـ”ملايين”، حسب وصف الصحف المصرية.

وكانت السلطات المصرية أوقفت مؤخراً الطالبة بجامعة القاهرة، حنين حسام، التي تقول عن نفسها في تطبيق “تيك توك” أنها “هرم مصر الرابع” بعد انتشار مقاطع مصورة لها تدعو فيها فتيات أخريات لتصوير أنفسهن مقابل مبالغ مادية. ورفضت محكمة في القاهرة مؤخراً إخلاء سبيلها، وأحالتها جامعة القاهرة التي تدرس في كلية الآثار بها، للتحقيق، في سلوكيات “تتنافى مع الآداب العامة والقيم والتقاليد الجامعية”.

وتخضع مواقع التواصل الاجتماعي في مصر لقيود شديدة، كما حجبت السلطات نحو 600 موقع إلكتروني إخباري وسياسي وحقوقي، من بينها “المدن”، بالإضافة إلى مواقع تواصل اجتماعي وتطبيقات للتواصل الآمن. ودعت النيابة مؤخراً إلى إحداث تغييرات جذرية في سياسة التشريع الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي واصفة إياها بأنها “أصبحت حدوداً جديدة تحتاج إلى ردع واحتراز لحراستها من قوى الشر”، حسبما أشارت وسائل إعلام أميركية.

وقالت النيابة في بيان نشرته وسائل إعلام محلية في  أيار/مايو الجاري: “لقد تأكد أنه استحدث لبلادنا حدود رابعة خلاف البرية والجوية والبحرية تؤدي بنا حتماً إلى تغييرات جذرية في سياسة التشريع والضبطيات الإدارية والقضائية”. وأضافت: “أصبحنا أمام حدود جديدة سيبرانية مجالها المواقع الإلكترونية، مما يحتاج إلى ردع واحتراز تام لحراستها كغيرها من الحدود”.