لم تمضِ ساعات قليلة على انتحار معلمة لها شعبية واسعة في بلدة أطمة في مدينة إدلب السورية، بشرب السم، حتى ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بروايات تؤكد تعرضها للتعذيب المستمر على يد زوجها وذويه، حيث وصل الأمر إلى حد الضرب المتكرر بآلة حادة، وكاد التعذيب في إحدى المرات أن يقتلها، بالإضافة إلى منعها من أن تستقل مركبة أثناء ذهابها إلى المدرسة، وإجبارها على المشي سيرًا على الأقدام، وانتهاءً بأخذ أطفالها منها عنوةً.
وطالب عدد كبير من المعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الأربعاء، بتطبيق القصاص على ”أحمد درباس“ وهو زوج المعلمة المنتحرة ميساء درباس (33 عامًا)، ويعمل أيضًا معلمًا.
وعبرت صفحة ”صوتكِ ثورة مستمرة“ لمناصرة النساء عبر موقع فيسبوك، عن استنكارها لحادثة انتحار المعلمة ”ميساء“، مطالبةً الجهات المعنية بمعاقبة زوجها.
وقالت الصفحة:“ندين كل من يقوم بمحاولة تشويه سمعتها من أهل زوجها بما ليس فيها، واتهامها بأنها ليست المرة الأولى التي تُقدم فيها على الانتحار“، متابعةً:“هذا حال جميع المعنَّفات من النساء حيث يتحولن من ضحية عنف وقهر إلى مجرمات خالفن عادات المجتمع“.
وأكدت صفحة ”صوتكِ ثورة مستمرة“، أن المعلمة ميساء عُرفت بأخلاقها الحميدة، وصبرها، وتفانيها بالعمل، وأنها كانت محبوبة من قبل أقرانها جميعًا.
وذكر معلقون أنها كانت تعاني من التعذيب من جهة ذوي القربى لأن زوجها هو ابن عمها أيضًا، لذلك لم تستطع أن تثور في وجهه.
أما زميلاتها في المدرسة، فكشفن بعد انتحارها كيف كانت تعاني من التعذيب، حيث كانت تأتي إلى المدرسة بشكل متكرر وعلى وجهها آثار الضرب بواسطة آلة حادة ”مفك“.
كما كان زوجها يرفض أن يأخذها إلى المدرسة بمركبته، ويرفض أن تستقل مركبة عامة، ويجبرها على المشي، حتى وصل به الأمر لأخذ أطفالها منها.
واختتمت صفحة ”صوتكِ ثورة مستمرة“:“قتلت نفسها لتقول لنا تحركوا من أجل من هن مثلي“.