فتاة ترضخ الحرف لها تتلاعب به كما يتلاعب الحداد بالحديد حين ينفخ به الكير والنار

4 أكتوبر 2020
نعمت الرفاعي خاص

كالعادة، كعادتها دائمُا… حين تدخل حفلاً أو أمسية تستقطب كل الأنظار، وتبدأ العيون بملاحقتها ورصد حركاتها وكلماتها…

كانت تلك الأمسية مهمة جدًا بالنسبة لها، كانت تريد أن تبدو فتاة لا مبالية، تمرح بكل هزل، فهي فتاة لا تبدي انكسارها أبدًا مهما كانت الظروف…

فتاة ترضخ الحرف لها تتلاعب به كما يتلاعب الحداد بالحديد حين ينفخ به الكير والنار….

لم يخطر بباله أن هناك أنثى تحتال على الكلمات بقدره، وهو أيضًا كان يعتبر أن تلك الفتاة التي يتجاهل النظر اليها يستطيع تخطيها…

دخل وجلس، تصادفت جلساتهم الى جانب بعض… كانت مرتبكة قليلا، ولكن استطاعت ان تضبط عياراتها جيدا كي لا تبدو مستاءة من نظراته السيئة لها…

لم تدرك أبدًا أن تلك النظرات هي نظرات اعجاب…

بعد فترة من الزمن استطاعت أن تعرف أن تلك النظرات لم تك نظرات حقد او تقليل شأن…

لم تك تلك النظرات سوى غلاف يضعه على وجهه، كي لا تبدو خفقات القلب تظهر منه…

كانت تعتبر نفسها بارعة بل خارقة “ردارًا” في كشف تأثيرها على الآخر…

تجاهلت نظراته باتقان تام، وانصرفت… وانصرف هو…

ولكن القدر بارع في إبقاء تلك اللقاءات، من قال أن صاحب النظرات المخيفة التي كانت تسعى للنيل من ثقتها بنفسها يحاول ان يستقطبها بشتى الوسائل… وحتى باختراع أساليب لن تخطر لعقلها كي يلفت نظرها مجددا…. فامرأة مثلها تُعشق… تعيش في كل أركان الحياة والأشخاص…

ثم مجددًا كان يحاول العيش في قلبها، وفكرها…

فالنهايات مبهمة أحيانًا، كالبدايات تمامًا… لا نعرف بمن نلتقي ومن نحب… ولن نعرف من يدوم معنا كل العمر

المصدر خاص بيروت نيوز