يبلغ العمر الافتراضي لمعظم السفن 30 عاماً، وهو الوقت الذي تستغرقه الأصول لتنخفض إلى 15% من قيمتها، ما يعني أن سفينة “كرنفال فيكتوري” البالغ عمرها 18 عاماً قد تجاوزت نظرياً فترة شبابها، إلا أنها ما زالت مصدراً للمال، خاصة أنها عتيقة الطراز وتُقل سنوياً ضعف العدد الذي تقله نظيراتها في الحجم.
هناك 3 خيارات للتعامل مع السفن القديمة، الأول نقلها في معظم الأحيان إلى خط رحلات أقل فخامة داخل الشركة نفسها، أو تغيير مسار رحلاتها إلى جزء آخر من العالم له حصة سوقية أقل، أو بيعها في سوق السفن المستعملة للشركات الناشئة أو محدودة الميزانية التي لا ترغب في الاستثمار في سفن جديدة.
وتُنقل السفن التي تقترب من سن التقاعد إلى مجموعة سفن رحلات المشروبات الكحولية، التي لا تهتم بديكورات المقصورة بقدر اهتمامها بعدد المشروبات المجانية التي تقدمها.
وتوقعت شركة “يو بي إس” (UBS) في تقريرها السنوي عن “توقعات خطوط الرحلات البحرية” أن تصل نسبة السفن التي يبلغ عمرها 25 عاماً أو أكثر عالمياً في 2020، إلى ما لا يقل عن 12%، منها نحو 5% على مشارف الـ30.
عملية تجميل
ومع ارتفاع تكاليف بناء السفن الجديدة، إذ كلف بناء سفينة (Royal Caribbean’s Symphony of the Seas) السياحية الأكبر في العالم 1,2 مليار دولار، فهمت الشركات الكبرى في هذا القطاع، مثل “كارنفال كورب” و”رويال كاريبيان كروزيس ليمتد” (Royal Caribbean Cruises Ltd)، القيمة الحقيقية للسفن التي يتقادم بها العمر، وأدركت أنه من المنطقي أكثر تحسينها وحقنها بالقليل من “البوتكس” وخفض درجتها، بدلاً من تركها تذهب هباءً منثوراً.
ولضرب مثال على ذلك، فإن سفينة “دون برينسيس” (Dawn Princess) التي تتسع لـ1970 راكباً، كانت في عمر الـ20 العام الماضي، عندما تركتها شركة “برينسيس كروزس” (Princess Cruises) لتنضم إلى شركتها الشقيقة “بي أند أو كروزس أستراليا” (P&O Cruises Australia) بعد أن جددتها بملايين الدولارات وغيرت اسمها إلى “باسيفك إكسبلورير” (Pacific Explorer) لتتسع لـ998 راكباً حالياً.