قال ناشطون مصريون إن السلطات تحاول التصدي لحركة متنامية تستهدف فضح الاعتداءات الجنسية في مصر والتي أثارت في الأذهان مقارنات مع حملة “مي تو” الدولية وساعدت في تشجيع الشهود على الإدلاء بشهاداتهم حول عملية الاغتصاب المزعوم في فندق فيرمونت في أبريل/ نيسان 2014.
في وقائع قضية فيرمونت، أُقيم حفل على سطح الفندق، وفي حفل أصغر في وقت لاحق من الليلة نفسها، كانت امرأة ضحية لوليمة اغتصاب جماعي هناك.
وبتشجيع من حركة (مي تو)، نشرت ضحية فيرمونت روايتها لما حدث بلا أسماء على الإنترنت قبل تقديم شكوى رسمية في شهر يوليو / تموز قالت فيها إنها تعرضت للتخدير والاغتصاب الجماعي.
ووثق ناشطون ثلاثة حالات احتجاز لشهود جاؤوا للادلاء بشهاداتهم لصالح الضحية في واقعة الاغتصاب.
فقد احتُجز الطالب سيف بدور بتهم أخلاقية، على حد وصف أقارب ونشطاء، على الرغم من أن بدور كان يبلغ من العمر 14 عاما وقت وقوع الجريمة في فندق فيرمونت نايل سيتي في القاهرة في 2014 ولا صلة له بالاغتصاب ولم يكن موجودا في مسرح الحدث.
كذلك، اعتُقل اثنان آخران ممن تقدموا للإدلاء بشهادتهم لصالح ضحية الاغتصاب وهما منظم الحفل أحمد الجنزوري ونازلي كريم، الزوجة السابقة لأحد المدعى عليهم في القضية. وقالت مصادر مقربة منهما إنهما تعرضا كذلك للاعتقال والحبس بالتهم نفسها الموجهة لبدور.
وأُطلق سراح ثلاثة شهود آخرين كانوا يريدون الإدلاء بشهاداتهم لتعزيز موقف الضحية، بمن فيهم صديقة بدور، بعد اعتقالهم أيضا.
وتسير القضية المرفوعة على بدور والشهود جنبا إلى جنب مع قضية المشتبه بارتكابهم جريمة الاغتصاب. وبين المتهمين التسعة في قضية الاغتصاب، خمسة رهن الاحتجاز وأربعة خارج البلاد.
ويقول بعض نشطاء حقوق الإنسان إن إلقاء القبض على الشهود يأتي في إطار توجه من السلطات لإعطاء الأولوية للمعايير الأخلاقية التقليدية السائدة في المجتمع على حساب حقوق المرأة.
وفي بيان صدر في 31 أغسطس/ آب، قالت النيابة العامة المصرية إن بدور، البالغ من العمر الآن 21 سنة، والشهود الخمسة يخضعون للاستجواب في التحقيقات الجارية في قضية فيرمونت، دون تحديد التهم.
وأضافت أن بدور والشهود خضعوا لفحوص تعاطي المخدرات، وخضع اثنان منهم “لـفحوص طبية”. وفي تقرير نُشر في سبتمبر أيلول، قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” ومقرها الولايات المتحدة إن الفحوص التي أجريت كانت فحوصا شرجية.
ويطالب أفراد العائلة والأصدقاء بالإفراج عن بدور والشاهدين المحتجزين، قائلين إنهم لم يرتكبوا أي جرم.
وقالت نيفان بدور، شقيقة سيف، إن حياتهم انقلبت رأسا على عقب. ومن المقرر انعقاد جلسة مرة أخرى يوم السبت، 2 يناير/كانون الثاني، حيث يمكن إطلاق سراحهم أو استمرار احتجازهم.