مقهى عالبال فيروز موجودة على مدار الساعة

28 يونيو 2022

صوت فيروز بالمكان على مدار الساعة وبإيقاع منتظم يخلق صمتا غريبا يضفي خصوصية على المكان لا يتخللها سوى صوت احد الزبائن يطلب الحساب بهدوء محترما تقاليد لم يفرضها احد على المقهى ولكن أوجدتها الحالة الفيروزية الغريبة هنا.

يقول المهندس “وليد السقا” 12/8/2008 احد ملاك “مقهى عالبال” بأنه لم يتخيل أن يصبح المكان كما هو الآن وخاصة أنه كان إسطبل للخيول تم تحول إلى مخزن للأخشاب وأخيرا المقهى يتجاوز عمر المكان المئتي عام حيث بدأت القصة عندما حصل كل من السادة “وليد السقا” و “عماد سعادة” و “نوار قرابطق” والفنان التشكيلي”عادل إبراهيم ” ، على ترخيص صالة عرض مخصصة لمعارض النحت والفن التشكيلي ، والبداية كانت كاس من الشاي ضيافة لرواد تلك المعارض وطاولة بدأت أعداد الكراسي تزداد من حولها وصوت فيروز يخترق تلك الفسحة السماوية التي تجمعهم بعد كل معرض، تطورت الفكرة إلى مشروع مقهى صغير يحمل طقوسهم الخاصة ببساطة الديكور وإجماعهم على حب “فيروز” في أي زمان وآي مكان فكيف إذا كان المكان “دمشق القديمة”.

يتسع المكان الآن إلى /100/ شخص يتوزعون بين مساحة خارجية غير مسقوفة تعانق جدرانها النباتات الدمشقية الخضراء وبين مكان داخلي تملأ جدرانه لوحات فنية مختلفة مقدمة من أصحاب المعارض في الصالة التي تحتل الطابق العلوي للمكان واللوحات جزء من المعرض قابلة للبيع لتحتل مكانها لوحة أخرى ما عدا اللوحة التي تحمل رسماً “لفيروز” يقول السيد “وليد”:«أنها شهدت ولادة هذا المكان عام /1999/ و لم نكن قادرين على بيعها لأنها غدت جزءا منه رغم العروض المغرية التي قدمت لاقتنائها، وفي الركن اليميني تقبع مكتبة متواضعة تحمل عددا من الكتب المختلفة والتي أبرزها “لجبران خليل جبران” ناهيك عن صور فوتوغرافية “لفيروز وزياد الرحباني”.

المكان بمجمله مصنوع من الخشب الذي يضفي عليه أصالة حقيقية وينسجم مع لون ما يظهر من الجدران المعدة بطريقة خاصة توحي بأن المكان خلق على هذه الصورة ولم يمس منذ أعوام عديدة.

رواد المقهى من الفنانين الذين شهدوا ولادته والطلاب والشباب والشعراء إضافة إلى عشاق فيروز طبعاً.

شارك المكان باحتفاليات دمشق عاصمة الثقافة عن طريق العروض في الصالة إضافة إلى عروض خاصة شهدتها كان أبرزها للفنان “علاء أبو شاهين” و “جورج ميرو” والفنانة “عزة حيدر” كما استضاف الإحتفالية لتكريم الشاعر السوري والفنان “نزيه أبو عفش”.

إضافة إلى نشاطات خاصة بالمقهى بعيدا عن صالة العرض حيث شهد احتفالا بالفنان “بسام كوسا” عندما منح جائزة أفضل ممثل وتكريما لكل من الفنانين “ثناء دبسي” و”سليم صبري” ومن المحتمل أن يشهد قريبا احتفالا مماثلا للفنان “خالد تاجا” وتوقعات بزيارة من الفنان “زياد الرحباني” خلال فترة تواجده في دمشق.

“مسعود موسى” شاب يعمل في المكان يرى أن استمراريته تعتمد على الخصوصية التي كان قادرا على خلقها رغم كثرة المقاهي والمطاعم في “دمشق القديمة” ولفت انتباهنا إلى أن الأجواء العائلية”الصاخبة” غير موجودة هنا مما يحافظ على طابع خاص وزبائن مختلفين أصبحوا مدمنين على المكان.

«”عالبال” كان أول مكان زرته عندما أصبحت احد سكان دمشق بسبب دراستي هنا وأصبح المكان المقدس الذي سيحمل ذكريات مرحلة كاملة بالنسبة لي»”فردوس نصر” طالبة جامعية

“احمد الحاج ” يشرب قهوته دائما هنا بعد الانتهاء من عمله في الجوار قبل أن يعود إلى منزله لأنه يرى فيه المكان المثالي للاسترخاء والابتعاد عن ضجة العمل والحياة بشكل عام.

أما “انريكو” شاب من ألمانيا فقد تعلم في المكان كيف يسمع “فيروز” التي بات يحفظ جزءا من أغانيها.

«هو دائما عالبال عندما أفكر في زيارة “دمشق القديمة” أو قضاء وقت ممتع خارج المنزل»، هكذا أخبرتنا “ليلى زيبق” ونحن نغادر المكان.