الألم يصنع الأمل والإرادة تصنع المعجزات..!

20 ديسمبر 2022آخر تحديث :
الألم يصنع الأمل والإرادة تصنع المعجزات..!

قصتي مع الأيام قصة السيدة السورية ميساء محمد العينية ابنة النبك الأبيّة
قصة سيدةٍ طحنتها الأيام وجعلت لديها التحدي والصمود أمام جميع العثرات حتى جاء اليوم الذي أقول أمام مرأى العالم

نعم فعلتها …..
قالولي لي يوماً انك كبرت ولن تستطيعي فالعمر له حق
قلت لهم صحيح أنا كبرت بتعداد السنين كبرتًُ لكني أعشق التحدي، نعم انا هكذا عنيدة على الطموح للوصول إلى ماتمنيت
هم ..لم يقولو هذا الكلام من فراغ ،قالوه لأنهم عاصروا معي مأساة حياتي كابوس لازمني جبراً خمسٌ وعشرونَ عاماً.
فأنا لم أختر الإنفصال عنوة أو لأنه دارجٌ هذه الأيام
فكما الزواج قدر .الطلاق أيضاً هو قدر
لاتصدقوا أني كنت سعيدة على هذا القرار فليس هناك امرأة تتخلى عن مملكتها بهذه السهولة لولا أن الأمر وصل لنهاية طريقٍ مسدود.

فقد مررت بتأزم نفسي وتجاوزت كل الضعوطات والصعوبات ولم أستسلم لكلمة انت مطلقه إذا أنت منبوذه، لأن مجتمعي الشرقي مجتمع ذكوري بحت.

لم تكسرني تلك الكلمة طالما أني استطيع عندي عقلٌ يعمل وطموحٌ وإراده حتماً سأصل
في يوم من الأيام تحادثت مع ابني عليك أن تدرس وتتعلم لأرفع رأسي بك عالياً لاأريدُ أن أصنع منك ابناً فاشلاً بل أطمحَ أن تكون نجماً متلألئاً
واسماً تتكلم عنه الناسَ بالخير.

وجاءت كلمات أمي رحمها الله أنها كانت ترغب ان تكون شهادتي بين شهاداتِ اخوتي فطلبت مني ان أدرس معه طالما أني متفرغهٌ له شجعتني على هذه الخطوةِ وبالفعل حصل المراد وبدأت .

أجل بدأت ، بالبداية كنتُ أظنّها مزحةً وتجربةً ، كانت خطوةٌ جريئةٌ مني أن يكون زملائي من عُمر ابني أصغرَ أولادي لكن عندما دخلت بالجو الدراسي عَشِقته واجتزتُ الامتحان الصعب ونجحت.

منذ اربع سنواتٍ تكرمتُ مع المتفوقينَ بالثانوية العامة ليس لأني من الأوائلَ لا بل لأني أمٌ وجده درست بعد خمسٌ وعشرون عاماً نجحت من أول اختبار
وسجلتُ بكلية الحقوق سهرت وتعبت وعملت جاهدةً ألا افشل
لن تصدقو كمية الدموع التي ذرفتها عندما صعدتُ على المدرج لأجلس على مقعد الدراسة لأتابع دراستي الأكاديميه وكنت أفكرُ في نفسي هل يعقل أن حياتي تحولت مائة وثمانون درجة ?
هل يعقل أن الله اخر علي هذا الأمر لحكمة عنده أنه ليس هناك مستحيلْ ?
نعم حصل ذلك فقد أكرمني اللهُ به بعد هذا العمر لتتحول مسيرة حياتي مئة وثمانون درجةٍ من ربة منزل عادية وأم تربي إلى طالبة علم .

أجل فعلتها وبدأت معركة الحقوق بكتب ضخمة مرعبة لكنها جميله على قدّرٍ كبيرٍ من القوانين والنصوص القانونيه فكل سنة كانت اجمل من التي قبلها اربع سنوات من الجُهدِ والتعب
ذات يومٍ ضحِكتُ على نفسي وتذكرتُ لفة الزعتر التي كنت أعدها لأولادي إلى أن جاءَ اليومَ الذي اعدها لي اولادي .

بالزمان قالولي : شايفة حالك ومفكرة حالك بنت مير .قلتلهن بيطلعلي لأني ابنة الأب الي علمني الإرادة وام علمتني التدبير .وبيكفي اني اخت الشهيد حامد العينية الي استشهد عابكير..
هاقد حان الوقت لتحقيق الحلم بالنجاح .

فأنا اليوم أرتدي ثوب التخرج لكّن قلبي حزين .

وودت أن يكونو أمي وأبي أول من يشاركني فرحتي لكنّ القدرَ كان قاسياً فقد توفيا أثناء الإمتحان
كنت أحلم أن أهدي نجاحي لأمي تلك السيدة العظيمة التي كانت عند كل نجاح تفرح لكن الحلاوة كانت مُرّه
فالشكر كل الشكر لروح أمي وأبي ،لولا تشجعيهم لي لما كنت اليوم هنا
وها قد حان الوقت لأهدي نجاحي إلى من كانو لي أملاً فأصبحت اليوم أملهم إلى أولادي وفرحة عمري وسنيني دعاء -أسيل- محمود
فنجاحي هو نجاحهم وسعادتي من سعادتهم
وفرحتهم بنجاحي أكبر من فرحتي بها
شكرً لإبني الثاني خالد صهري ومسند ظهري فأنا ممتنه لك بكل ماعملته لأجلي
شكراً لأحفادي وليد وزين
شكرا لأخوتي رانيا وشهناز وأولادهم
شكراً لأولاد أخي
شكراً لكل من فرح لفرحي واخص بالشكر الى استاذتي الذين تابعو معي دراسة الثانوية العامة
وكل الشكرالى الدكاترة الأفاضل الذين أعطوني مما لديهم من ثقافة ودرايه وعلمٌ بعلومِ القانون
والشكر لأصدقائي وزملائي على مقاعدالدراسة
شكرا لكل من شجعني وفرح لفرحي
ماهي إلا أيام وأستلم الشهادة وسيكون اسمي بين الخريجين
وسيسجل التاريخ أن هناك ام لثلاثة أولاد تخرجت مع أولادها ولبست معهم وشاحات التخرج
وددت من خلال تلك الكلمات أن أوجه رسالتي الأولى إلى كل امرأة حصل معها انفصال عن زوجها أن الطلاق ليس نهاية الكون يمكن أن يكون نهاية لكن لبداية جميلة فاسعي واعملي لكي تكوني امرأة تشعر بذاتها إمرأة غير محطمة مستسلمة للقدر المر
ورسالتي الثانية هي أن العمر ليس مقياسٌ على العلمِ طالما أنك تملكين عقل .بالتصميم والإرادة حتماً ستصلين إلى غايتك.
فالعلم لايحتاج عمر بل يحتاج عزيمةً وإراده

هذه السردة ملخص لحياة امرأةٍ طموحة تحدت التقاليدَ و القدر
و كان عنوانها التحدي ” أنا هنا ” أنا امرأة بتصميمي وارادتي تجاوزت كل المعوقات .. فعلت ما لايفعله الكثير من جيل الشباب ..
تحديت و فزت بالتحدي
وسجلت نفسي في دفاترَ التاريخِ
وأعطيت الكثيرين درساً بأنَّ من يضع نُصب عينيه هدفاً ويسعى إليه .. سيكون له ما يريد .. وأن العمر هو وهمٌ نتكئَ عليه
فالعمر لايقف أمام النجاح إلا لمن فقد العزيمة واستسلم
فمن رحم الألم يولد الأمل والإرادة تصنع المعجزات

والحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه عنوة أو لأنه دارجٌ هذه الأيام
فكما الزواج قدر .الطلاق أيضاً هو قدر
لاتصدقوا أني كنت سعيدة على هذا القرار فليس هناك امرأة تتخلى عن مملكتها بهذه السهولة لولا أن الأمر وصل لنهاية طريقٍ مسدود.

فقد مررت بتأزم نفسي وتجاوزت كل الضعوطات والصعوبات ولم أستسلم لكلمة انت مطلقه إذا أنت منبوذه، لأن مجتمعي الشرقي مجتمع ذكوري بحت. . لم تكسرني تلك الكلمة طالما أني استطيع عندي عقلٌ يعمل وطموحٌ وإراده حتماً سأصل
في يوم من الأيام تحادثت مع ابني عليك أن تدرس وتتعلم لأرفع رأسي بك عالياً لاأريدُ أن أصنع منك ابناً فاشلاً بل أطمحَ أن تكون نجماً متلألئاً
واسماً تتكلم عنه الناسَ بالخير.

وجاءت كلمات أمي رحمها الله أنها كانت ترغب ان تكون شهادتي بين شهاداتِ اخوتي فطلبت مني ان أدرس معه طالما أني متفرغهٌ له شجعتني على هذه الخطوةِ وبالفعل حصل المراد وبدأت . أجل بدأت ، بالبداية كنتُ أظنّها مزحةً وتجربةً ، كانت خطوةٌ جريئةٌ مني أن يكون زملائي من عُمر ابني أصغرَ أولادي لكن عندما دخلت بالجو الدراسي عَشِقته واجتزتُ الامتحان الصعب ونجحت.

منذ اربع سنواتٍ تكرمتُ مع المتفوقينَ بالثانوية العامة ليس لأني من الأوائلَ لا بل لأني أمٌ وجده درست بعد خمسٌ وعشرون عاماً نجحت من أول اختبار
وسجلتُ بكلية الحقوق سهرت وتعبت وعملت جاهدةً ألا افشل
لن تصدقو كمية الدموع التي ذرفتها عندما صعدتُ على المدرج لأجلس على مقعد الدراسة لأتابع دراستي الأكاديميه وكنت أفكرُ في نفسي هل يعقل أن حياتي تحولت مائة وثمانون درجة ?
هل يعقل أن الله اخر علي هذا الأمر لحكمة عنده أنه ليس هناك مستحيلْ ?
نعم حصل ذلك فقد أكرمني اللهُ به بعد هذا العمر لتتحول مسيرة حياتي مئة وثمانون درجةٍ من ربة منزل عادية وأم تربي إلى طالبة علم .

أجل فعلتها وبدأت معركة الحقوق بكتب ضخمة مرعبة لكنها جميله على قدّرٍ كبيرٍ من القوانين والنصوص القانونيه فكل سنة كانت اجمل من التي قبلها اربع سنوات من الجُهدِ والتعب
ذات يومٍ ضحِكتُ على نفسي وتذكرتُ لفة الزعتر التي كنت أعدها لأولادي إلى أن جاءَ اليومَ الذي اعدها لي اولادي .

بالزمان قالولي : شايفة حالك ومفكرة حالك بنت مير .قلتلهن بيطلعلي لأني ابنة الأب الي علمني الإرادة وام علمتني التدبير .وبيكفي اني اخت الشهيد حامد العينية الي استشهد عابكير..
هاقد حان الوقت لتحقيق الحلم بالنجاح .

فأنا اليوم أرتدي ثوب التخرج لكّن قلبي حزين .

وودت أن يكونو أمي وأبي أول من يشاركني فرحتي لكنّ القدرَ كان قاسياً فقد توفيا أثناء الإمتحان
كنت أحلم أن أهدي نجاحي لأمي تلك السيدة العظيمة التي كانت عند كل نجاح تفرح لكن الحلاوة كانت مُرّه
فالشكر كل الشكر لروح أمي وأبي ،لولا تشجعيهم لي لما كنت اليوم هنا
وها قد حان الوقت لأهدي نجاحي إلى من كانو لي أملاً فأصبحت اليوم أملهم إلى أولادي وفرحة عمري وسنيني دعاء -أسيل- محمود.

فنجاحي هو نجاحهم وسعادتي من سعادتهم
وفرحتهم بنجاحي أكبر من فرحتي بها
شكرً لإبني الثاني خالد صهري ومسند ظهري فأنا ممتنه لك بكل ماعملته لأجلي
شكراً لأحفادي وليد وزين
شكرا لأخوتي رانيا وشهناز وأولادهم
شكراً لأولاد أخي
شكراً لكل من فرح لفرحي واخص بالشكر الى استاذ اعتبره ضربة حظ لي. اعطاني من علمه باللغة العربيه ولم يبخل الاستاذ عدنان حده والشكر للأستاذ أحمد عوده وللمعلمة صفاء عبد السلام للمعلمه نجوى سوكاني لمتابعتهم لي بدراسة الثانوية العامه للمعلمة نجاة بكر وللمعلمة مروة الدالي
وكل الشكرالى الدكاترة الأفاضل الذين أعطوني مما لديهم من ثقافة ودرايه وعلمٌ بعلومِ القانون
والشكر لأصدقائي وزملائي على مقاعدالدراسة
شكرا لكل من شجعني وفرح لفرحي.

ماهي إلا أيام وأستلم الشهادة وسيكون اسمي بين الخريجين
وسيسجل التاريخ أن هناك ام لثلاثة أولاد تخرجت مع أولادها ولبست معهم وشاحات التخرج
وددت من خلال تلك الكلمات أن أوجه رسالتي الأولى إلى كل امرأة حصل معها انفصال عن زوجها أن الطلاق ليس نهاية الكون يمكن أن يكون نهاية لكن لبداية جميلة فاسعي واعملي لكي تكوني امرأة تشعر بذاتها إمرأة غير محطمة مستسلمة للقدر المر
ورسالتي الثانية هي أن العمر ليس مقياسٌ على العلمِ طالما أنك تملكين عقل .بالتصميم والإرادة حتماً ستصلين إلى غايتك.
فالعلم لايحتاج عمر بل يحتاج عزيمةً وإراده.

هذه السردة ملخص لحياة امرأةٍ طموحة تحدت التقاليدَ و القدر
و كان عنوانها التحدي ” أنا هنا ” أنا امرأة بتصميمي وارادتي تجاوزت كل المعوقات .. فعلت ما لايفعله الكثير من جيل الشباب ..
تحديت و فزت بالتحدي .

وسجلت نفسي في دفاترَ التاريخِ
وأعطيت الكثيرين درساً بأنَّ من يضع نُصب عينيه هدفاً ويسعى إليه .. سيكون له ما يريد .. وأن العمر هو وهمٌ نتكئَ عليه
فالعمر لايقف أمام النجاح إلا لمن فقد العزيمة واستسلم
فمن رحم الألم يولد الأمل والإرادة تصنع المعجزات

والحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.

المصدر بيروت نيوز