تضاعفت أرباح الشركات التكنولوجية الكبرى، مثل جوجل وأمازون ومايكروسوفت وميتا المالكة لكل من فيسبوك وإنستغرام وواتساب جراء استخدامنا لها بشكل يومي، لكنها توفر العديد من الأدوات للجيش والحكومة الأمريكية من مساعدات عسكرية من بينها أحداث 11 أيلول 2001 إلى الأوضاع الأخيرة الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وجنت تلك الشركات نتيجة الحروب مليارات الدولارات، بحسب تقرير نُشر على موقع “bigtechsellswar” الأميركي، والذي يوضح بالتفصيل كيف استفادت كل من أمازون ومايكروسوفت وجوجل بالإضافة إلى كل من فيسبوك وتويتر بشكل كبير من الحروب على مدى 20 عاماً.
يوضح هذا التقرير كيف سعت الشركات التكنولوجية إلى متابعة العقود الفيدرالية مع الجيش والاستخبارات الأمريكية بالإضافة إلى وكالات إنفاذ القانون.وبحسب التقرير ربحت جوجل قرابة 16 مليون دولار أميركي من العقود مع البنتاغون، بالإضافة إلى مليونين آخرين من وزارة الأمن الداخلي وحوالي 4 ملايين من وزارة العدل، وفي عام 2020، تمكنت مايكروسوفت من الفوز بعقد قيمته 230 مليون دولار من وزارة الأمن الوطني، وسعت للحصول على عقد آخر للحوسبة السحابية.
وأفاد موقع “scientific american” الأميركي أن شركة ميتا، الشركة المالكة لفيسبوك وإنستغرام، أعلنت أنه يمكن للأشخاص إنشاء منشورات تدعو إلى العنف ضد روسيا على منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بها منذ سنة 2022.
كان هذا القرار غير مسبوق، إذ تختار إحدى أكبر شركات التكنولوجيا في العالم أحد الجانبين علناً في صراع جيوسياسي، كاستجابة لهذا الوضع، أقرت روسيا حظراً على منصة إنستغرام داخل حدودها خلال سنة 2022.
كانت الآثار الناجمة عن هذا القرار ذات أهمية كبيرة، حيث أدى الحظر، الذي اتسع ليشمل في نهاية المطاف منصة فيسبوك، إلى خسائر مالية تُقدَّر بحوالي 2 مليار دولار لشركة ميتا.
وعندما بدأت الحرب الروسية الأوكرانية، تحركت القوات الروسية لشل أوكرانيا من خلال السيطرة على البنية التحتية الحيوية، مثل محطات الطاقة النووية.
هذه الاستراتيجية لم تنجح مع الإنترنت، بعد أيام فقط من بدء حرب أوكرانيا، اختارت شركة سبيس إكس، والتي يوجد مقرها في الولايات المتحدة، أحد الجانبين، وبدأت في تزويد الحكومة الأوكرانية بشركة ستارلينك، خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية، مما سمح لكييف بالانتقام من القوات الروسية.
فبحلول أكتوبر 2022، بلغت التكلفة الإجمالية لشركة SpaceX لتسليم محطات Starlink إلى أوكرانيا 80 مليون دولار، الشيء الذي منع أوكرانيا من سيطرة روسيا على الإنترنت في البلاد.
أما خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة قامت خرائط جوجل وWaze بتعطيل التحديثات المباشرة لحركة المرور في مناطق الاحتلال الإسرائيلي وقطاع غزة بناءً على طلب الجيش الاحتلال، وفقاً لتقرير بلومبرغ.
لم تكن هذه المرة الأولى التي تقوم فيها جوجل بتعطيل خدمة الخرائط، إذ قامت بنفس الإجراء سنة 2022 خلال الحرب الروسية- الأوكرانية، خلال هذا الإجراء تحصد شركة جوجل العديد من الأرباح باعتبارها تقوم ببيع الخدمة.
وعلى الرغم من أن شركة Meta ليس لديها تعامل مباشر مع الشرق الأوسط، إلا أن إيرادات الإعلانات انخفضت مع بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وقالت المديرة المالية “سوزان لي” إن الشركة تشهد “إعلانات أكثر ليونة في بداية الربع الرابع للسنة” على الرغم من أنه لم “يعز تراجع الطلب بشكل مباشر إلى أي حدث جيوسياسي محدد”.
واستعاد سهم Meta بسرعة خط 50 يوماً وسط دعم شراء قوي في الجلسات الأخيرة. للعام بأكمله، فيما غيرت الشركة توقعاتها للنفقات الرأسمالية إلى 28 مليار دولار عند نقطة المنتصف، أقل قليلاً من التقديرات السابقة البالغة 28.5 مليار دولار.
لا توجد بيانات مفصلة إلى اليوم أن هذه الأرباح جاءت بسبب الحرب الأخيرة على غزة إلا أن التاريخ يظهر ربح شركات التكنولوجيا من الحروب.
المصدر:
World Atlas – عربي بوست