«الجاهلية الوهابية» تصعّد وتتراجع و«الكباش الحكومي» يراوح

3 ديسمبر 2018
beirut News

عاش لبنان، يومي أمس وأول من أمس، قلقاً غير مسبوق على المستوى السياسي والأمني والنفسي… واحتلت «الجاهلية الوهابية» على مدى اليومين الماضيين، صدر الحدث والمتابعات، المعلنة والخفية، سياسياً وإعلامياً وأمنياً، بعد الإشكال الأمني الغامض، والذي تضاربت الروايات من حوله، وأفضى الى مقتل محمد بودياب أحد مرافقي (الوزير السابق) وئام وهّاب، الذي شيّع الى مثواه الأخير في بلدته الجاهلية، بعد ظهر أمس، وكان في وداعه حشود شعبية وحزبية متعددة، وبهدوء لافت، وبكلمة من وهاب نفسه أكد فيها على «أنّ الأهم سلامة الجبل والناس ونحن تحت سقف القانون.. ودم بودياب برقبتي» خلافاً لما كانت عليه مواقفه قبيل التشييع، حيث راح بعيداً في إطلاق الاتهامات والتهديدات، ومصوّباً ضد الثلاثي (الرئيس سعد الحريري، والقاضي سمير حمود واللواء عماد عثمان).

وضع اللبنانيون عموماً أياديهم على قلوبهم، خشية الانزلاق الى مطب الفتنة، وقد عمل عديدون، وبالسر، على تطويق ما حصل بعيداً عن التهديدات العالية النبرة لوهّاب… وقد بقيت الإجراءات الأمنية سارية المفعول، ومن بينها منع وهّاب من السفر، واستدعائه للقضاء المختص، والأنظار تتجه الى اليوم الاثنين وما ستؤول إليه التطورات… وقد أكد وزير الداخلية نهاد المشنوق ان «لا خط أحمر أمام الدولة والقضاء.. وما قامت به القوى الأمنية مبرّر..» وإعلان وليد جنبلاط، بعد لقائه أول من أمس، في «بيت الوسط» الرئيس سعد الحريري، «ان الجيش يقوم بواجباته… وليس من شيء يهدّد كرامة الدروز..».

الكباش الحكومي يراوح

وسط هذه المشهدية المؤلمة، فقد بقي «الكباش الحكومي» على حاله، ولا خطوة الى الأمام، تبشر باحتمال ولادة الحكومة العتيدة في وقت قريب… وفي السياق، فقد أكد مصدر نيابي لـ»الشرق» ان «أقصى ما يمكن توقعه على خط التأليف هو مواصلة رئيس «التيار الوطني الحر» الوزير جبران باسيل، وساطته، والبحث عن «خلطة سحرية» تخرج البلد من أزماته، وفي أسرع وقت، خصوصاً وأن الرئيس المكلف سعد الحريري يعد لمغادرة لبنان الى فرنسا في زيارة لأيام… وقد أكد قبل يومين «ان العقد التي أثيرت مؤخراً تتم معالجتها..» وتمسّكه بمواقفه وعدم التراجع عنها..

قرار سياسي

وإذ أبدى المصدر حذره من «الانزلاق الى ما هو أخطر..» فقد لفت الى «ان المساعي والاتصالات التي جرت على مستوى رئاستي الجمهورية والحكومة وقيادة الجيش والمؤسسات الأمنية، زائد «حزب الله» وفرت مناخاً مطمئناً الى أن لا خوف من انزلاق الشارع الى المجهول… وأنّ هناك قراراً سياسياً كبيراً بالحفاظ على الاستقرار الأمني..».