لقاء 8 آذار… ضربةٌ قاضيةٌ للحكومة!

5 ديسمبر 2018آخر تحديث :
لقاء 8 آذار… ضربةٌ قاضيةٌ للحكومة!

Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/beirutnews/public_html/wp-content/themes/newsbt/includes/general.php on line 742
beirut News

لم تجرِ الرياح السياسية في لبنان بما تشتهي سفن التشكيل، إذ ان حادثة “الجاهلية” لم تدفع بعجلة التأليف نحو ولادة سريعة للحكومة، ورُبّ ضارّة لم تجد نفعا، فبقيت البلاد في حالة مراوحة لم تخلُ من بعض المناوشات بين حين وحين!

واعتبر مصدرٌ مطّلع على المباحثات الجارية بشأن تشكيل الحكومة بأن زيارة النوّاب عبد الرحيم مراد وفيصل كرامي وجهاد الصمد للوزير السابق وئام وهاب لتأدية واجب العزاء، هي خطوة استفزازية للرئيس سعد الحريري، حيث ان هؤلاء لم يقفوا على كرامة الأخير بعد تعرّض وهاب مباشرة له واصطدامه مع أحد أهم الأجهزة الأمنية في لبنان، الأمر الذي وصفه مقرّبون من “بيت الوسط” بالتهور السياسي والخروج عن القانون، مؤكدين بأن الحريري لا يمكن ان يتهاون في قراره لجهة توزير أحدهم، وخصوصا بعد التفافهم حول من اعتدى معنوياً على هيبة الرئيس المكلّف وأساء لموقعه.

من جهة اخرى، اعتبر المصدر عينه الى أن رفع السقف من قبل النائب فيصل كرامي ومطالبته بوزارة الاتصالات ما هو الا تكتيك جديد لدفع الرئيس المكلّف الى الرضوخ لمطلب سنّة 8 اذار بالتوزير، مشيرا الى ان “التذاكي لن ينطلي على الحريري، بل من شأنه ان يعطل البلاد اكثر ويؤخر في ولادة الحكومة، اذ بات مستحيلا عليه التنازل عن قراره الأمر الذي اكّده في اكثر من مناسبة، ويشوفوا شو بدّن يعملوا”!

على صعيد آخر، يبدو أن تراجع القوى الامنية اثناء حادثة “الجاهلية” والذي اعتبره البعض احراجاً لـ “فرع المعلومات” وإطاحة بهيبة المؤسسات العسكرية في لبنان، ثبّت عزيمة قوى الثامن من اذار الذين احتموا خلف عباءة “حزب الله”، حيث بات الأخير اليوم بحسب مراقبين يظهر في صورة من يلعب دورا داخليا محوريا وايجابياً بين جميع الأفرقاء المتنازعين وبالتالي فإنه قادر على فرض شروطه على من هم معنيين بالتشكيل.

وفي سياق متصل، علم “لبنان 24” بأن لقاء قريباً سوف يجمع عدداً كبيراً من قوى 8 اذار الذين لم يجتمعوا منذ ما قبل الانتخابات النيابية الاخيرة، وسيعلنون المطالبة بثلاث مقاعد وزارية، أحدها للوزير طلال ارسلان بصفته ممثلا توافقيا لدى المعارضة الدرزية مدعومة من “حزب الله” والباقي لشخصيّتين من السنّة، وذلك قياساً للمعايير التي فرضتها نتيجة الانتخابات والتي يجري على أساسها تشكيل الحكومة!

أصبح من الواضح ان الامور تزداد تعقيدا امام رئيس الجمهورية والرئيس المكلف الحريري، والنكايات السياسية على قدم وساق، في حين ان مبادرة الوزير جبران باسيل تطبخ على نار هادئة، فهل تكون حادثة “الجاهلية” هي الضربة القاضية للحكومة؟ ام يكون التصعيد وسيلة لتموضع فريق 8 اذار من جديد والحصول على حجم تمثيل اكبر خصوصا بعدما اعتبروا بأنهم استطاعوا تسجيل نقطة على “تيار المستقبل” قد ترغم الحريري على التنازل من اجل القبول بالحلول المتاحة لضمّ جميع القوى السياسية في حكومة واحدة؟

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.