بين بعبدا وبيت الوسط… هل يُزفّ الخبر السعيد بعد يومين؟

12 ديسمبر 2018آخر تحديث :
بين بعبدا وبيت الوسط… هل يُزفّ الخبر السعيد بعد يومين؟

Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/beirutnews/public_html/wp-content/themes/newsbt/includes/general.php on line 742
beirut News

بعد انعقاد التسوية الرئاسيّة، واقرار قانون انتخابيّ جديد، أوقف عجلة التمديد، ونظّم المعركة الإنتخابيّة في السّادس من أيّار الماضي، لتعود بعدها الحياة الى السّلطة التشريعيّة، تفاءل اللبنانيّون خيراً بإنتظام عمل المؤسّسات وانطلاق عجلة المشاريع والمؤتمرات التي تنتشل لبنان من الأزمات المتراكمة وتحصّنه مستقبلاً، في ظلّ وقوف القوى السيّاسيّة بغالبيّتها صفّاً واحداً، ادراكاً منها للمخاطر التي تحيط بالبلد.

هذه الأجواء التفاؤليّة، امتدّت الى الملفّ الحكومي، مع سرعة تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة، في 24 أيّار الماضي، بعد نيله 111 صوتاً من أصل 128، قبل أن تبدأ العقد الواحدة تلو الأخرى بالظهور، سواء المسيحية او الدرزيّة، وصولاً الى تلك السنيّة، التي باتت في الأسابيع القليلة الماضية، العقدة الحكوميّة الوحيدة التي تعرقل مسار التأليف، والتي كانت كفيلة بإدخال العمليّة في نفقٍ مظلمٍ، وسط أخبار تتحدّث عن تطيير الإستحقاق الى ما بعد عطلة الأعياد.

طريق الحكومة التي تمرّ من قصر بعبدا وبيت الوسط، كانت صالحة للسير بنظر البعض، فيما اعتبرها آخرون غير معبّدة أمام وصول التشكيلة النهائيّة والرسميّة، فمن أجواء حركة اتصالات ومشاورات قصر بعبدا، التي تابعها رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون اليوم الأربعاء، وتصريحه اللافت بأنّ نتائج العمل على حلحلة أزمة تشكيل الحكومة ستتظهّر في اليومين المقبلين بغية اعادة الأمور الى استقامتها، خرج اللقاء التشاوري بتصريحٍ ثمّن فيه جهود الرئاسة الأولى، مجدّداً في الوقت نفسه تأكيده التمسّك بحصّته الوزاريّة.

هذا ولفت النائب فيصل كرامي الى أنّ “العقدة الحقيقية كانت ولا زالت لدى الرئيس المكلف المصرّ على تعنتّه ورفضه لتوزير احد نواب اللقاء، وهذا يعني عمليا انه لا يزال يرفض نتائج الانتخابات النيابية ولم يهضم بعد ان له شركاء في تمثيل الطائفة ولم يعد لنا سوى الدعاء”.

وبالإنتقال الى بيت الوسط، التي “قالت كلمتها” من لندن اليوم، كرّر الرئيس الحريري على هامش اعمال منتدى الاستثمار اللبناني البريطاني، قوله بأنّ “تشكيل الحكومة كان يجب ان يحصل من قبل، وانا جاهز والاسماء جاهزة وكذلك توزيع الحقائب، والجميع بات يعرف من اين يأتي التعطيل”.

وأضاف:”فخامة الرئيس ميشال عون يقوم باتصالات واللبنانيون جميعاً يقدرون ما يقوم به، ونحن نقوم بما يجب علينا، وان شاء الله تتبلور الاتصالات وتؤدي الى نتائج ايجابية. وقد لمست اليوم نفحة ايجابية وسنبقى ايجابيين لما فيه مصلحة البلد”.

وعن رأيه بطرح صيغ من 18 او 24 وزيراً، قال الرئيس الحريري:”كل الطروحات جيدة والبلد بحاجة الى حكومة ونقطة على السطر”.

أما طريق عين التينة، التي لا يمكن تجنّبها في المسار الحكوميّ، لما تلعبه من دور أساسيّ من أجل تقريب المسافات وحلّ العقد، فتطرّقت في لقاء الأربعاء النيابيّ الى التطوّرات الحكوميّة، إذ أكّد رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي، ضرورة “تشكيل حكومة منسجمة ومتآلفة للقيام بمسؤولياتها تجاه الاستحقاقات الكثيرة التي نواجهها على الصعد كافة”.

وقال:”ان هناك افكاراً عدة تطرح على صعيد عدد اعضاء الحكومة لتوفير العناصر التي تساعد على ولادتها وتجاوز العقد التي تواجهها حتى الآن”.

بدوره، أشار وزير المالية في ​حكومة​ تصريف الاعمال ​علي حسن خليل​، الى أنّ “صيغة الـ 18 وزيراً لم تطرح علينا ولا نريد العودة الى الوراء”. فيما شدّد النائب قاسم هاشم، على أننا “لن نتمثل في الحكومة إلا بنائب من اللقاء التشاوري ونقطة عالسطر”.

في حين كان لافتاً، معلومات قناة “المنار”، التي تحدّثت عن أنّ “رقم الـ18 وزيراً مطروح كما حال الـ24 وزيراً، لكنّ المشكلة ليست في العدد بل تكمُن في التوزيع، وحلّ أزمة تمثيل النواب المستقلين”.

أما وزير الخارجيّة والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل المتواجد أيضاً في لندن، والذي يعدّ من أصحاب المبادرات الحكوميّة بحثاً عن حلول للأزمة، فقد شدّد على أنّ “الشراكة بين الرئيسين عون والحريري ستؤدي حتماً الى تشكيل حكومة جديدة رغم العقبات ما يؤشر الى مرحلة مقبلة من الازدهار”.

وبين الأجواء الحكوميّة الملبّدة، والكلام التفاؤلي “المُنكّه” بخليط من التشاؤم، تبقى الأنظار موجّهة الى اليومين المقبلين، علّها تحمل بشرى سارّة الى اللبنانيّين قبل عطلة الأعياد، مع أنّهم لا ينتظرون سماع خبر ولادة الحكومة، بقدر رغبتهم في أن يلمسوا انتاجيّتها ونزاهة مسارها ونشاط وزرائها في المستقبل القريب جدّاً.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.