سؤال شغل بال المهتمين بحزب الكتائب، وهو هل النائب نديم الجميل كتائبي أم قواتي؟ فجذه هو مؤسس الحزب الذي تولى قيادته فيما بعد والده الرئيس الراحل بشير الجميل الذي أسس فيما بعد القوات اللبنانية التنظيم العسكري المفترض للكتائب.
خلافاً للأحزاب الطائفية الأخرى لم يشغل النائب نديم الجميل أي مركز قيادي بالوراثة على رغم ان فوزه او ترشحه لنائب عن بيروت ورثه من والدته التي فازت بالنيابة خلفاً لزوجها الراحل. ابتعد النائب نديم الجميل عن الحزب والقوات والسياسة ايضاً طوال فترة تولي الرئيس أمين الجميل قيادة الحزب الذي جمع بارثه السياسي وثقله قيادة الحزب المؤلفة من الحرس القديم والحرس الجديد، ويمكن القول انه كان بمثابة صمام أمان للكتائبيين الذين بقرا منتسبين الى الحزب وحريصين على تمييزهم عن القوات اللبنانية.
في هذه الفترة وحتى الانتخابات النيابية الاخيرة عانى الحزب من تراجع جماهيري ملحوظ ربما بسبب قيادته الهرمة وبفعل ذوبانه ضمن قوى 14 آذار، وبقي الحال على ما هو عليه الى حين تخلى الرئيس أمين الجميل عن رئاسة الحزب لصالح نجله النائب الراحل بيار الجميل ومن ثم للنائب سامي الجميل الذي خلق ديناميكية جديدة في العمل الحزبي معيدا انعاش شعار الحزب الله، الوطن، العائلة.
من دون شك، فإن الحزب تراجع في الوسط المسيحي قياساً الى عهد بشير وبرز هذا التراجع في الانتخابات النقابية العمالية والطالبية والمهنية لأسباب موضوعية وذاتية، ومن هنا نفهم حركة الكتائب وتحديداً حركة النائب سامي الجميل تجاه المرده وقائدهم سليمان فرنجية.
فجأة اثار النائب نديم الجميل قضية صرف أموال الحزب من صرفها ومن أعطى الاذن بالصرف وما هو المبلغ الحقيقي المعروف، خصوصاً على الانتخابات النيابية الاخيرة.
من دون شك فإن تسريب طلب النائب الجميل الى الاعلام مقصود لكي يرغم قيادة الحزب على الاجابة، خصوصاً وان رئيس الحزب هو ابن عمه، وكان باستطاعته معرفة الجواب من دون اثارة الامر على الملأ.
عادة، تشكل المسألة المالية نقطة ضعف في أي تنظيم، هي موضوع حساس ومؤثر في النفوس خصوصاً عند الحزبيين والمناصرين.
واضح ان اثارة النائب نديم هذا الموضوع ليس بريئاً بل يحمل في ثناياه اتهاماً غير مباشر على الأقل بصرف أموال في غير مكانها في حال لم تستطع اثبات اي تهمة أخرى.
ربما، لأن النائب نديم بات يعتبر أنه الأحق في قيادة الحزب التي تأثرت كثيراً ببعض قرارات المكتب السياسي الخاطئة ومن بينها ابعاد وزير العمل السابق سجعان القزي؟