حلقة الارهاب المُفرغة.. هل كان بالامكان تجنّب “مجزرة” نيوزلندا؟

16 مارس 2019
beirut News

[author title=”جيسي الحداد ” image=”http://”][/author]

فتحت مجزرة مسجدي نيوزيلندا الباب مجدداً على النقاش في مسألة الاسلاموفوبيا الغربية، ونشأتها وأسبابها، وما يقابلها من التطّرف الملصق بالاسلام وتأثير الحركتين الراديكالتين على مستقبل القارة العجوز التي باتت أمام استحقاق أمني داهم لا سيما وأن المتطرفين العائدين من أرض الخلافة مهزومون و”مظلومون” بمفهومهم، لن يتوانوا عن الردّ في زمان ومكان باتا مفتوحين على كل الاحتمالات.

دوامة مفرغة.. تعيش فيها هاتين الحركتين.
فالمتطرفون يتغذون من ضيق آفاق الاسلاموفوبيين وقلة حيلتهم وعنصريتهم، وظاهرة الاسلاموفوبيا تتغذى من اشتداد حركة التطرّف واتساع رقعتها وتنوّع أشكالها.
وهكذا دواليك، يدور العالم في حلقة أكثر ما يمكن أن تؤدي اليه هو المزيد من الموت والدماء، والكره والعنصرية.. وكيف لا، اذا كان قادة العالم المؤثرين في الشعوب يبررون العنصرية، وينبذون الآخر المختلف، ويرفضون تحمّل المسؤولية الجماعية الانسانية عن الضعفاء وعن ضحايا الحروب؟
(…)
أن ترتدي رئيسة وزراء نيوزلندا الحجاب، أو أن يشكّل الكنديون دروعاً بشرية دفاعاً عن المصلين في مساجد اوتاوا.. ليس حلاً لهذا السرطان الذي ينخر عظم الشعوب، بل هي-رغم أنها تحمل طابعاً تضامنياً انسانياً- شكلية وغير عملية وساذجة، فالمجرم الذي أطلق النار على المصلين في المسجد نشر تفاصيل جريمته قبل يومين على فيسبوك ونشر أيضاً صوراً لأسلحته.. فكيف لم يوقفه فيسبوك رغم أنه يتبع سياسة اللاعنف ومحاربة الجريمة والارهاب؟
وكيف لم تتحرك السلطات في نيوزلندا قبل الحادث، رغم أنها أعطت -هذه السلطات نفسها- رخصة سلاح حربي لمنفذ العملية الارهابية، وهو السلاح الذي قتل فيه اناساً أبرياء؟
أليس من الأجدى أن نحارب بالفعل عبر ضبط الأمن والسلاح، وعبر الفكر والثقافة المضادة للتطرف والعنصرية بدلاً من ردّ الفعل على الجريمة والبكاء على الأطلال؟
وماذا لو تدخل فيسبوك واقفل حساب المجرم وابلغ السلطات عنه، وماذا لو ان السلطات النيوزيلندية لاحقت السلاح الذي اعطت رخصة باستخدامه للمجرم.. أما كان العالم تجنب هذه المذبحة؟!
اسئلةٌ، يحق لنا أن نسألها.. ولكن لا اجابة حتى الساعة!

المؤكد أن جريمة الكراهية والعنصرية التي ارتكبها الأسترالي برينتون تارانت البالغ 28 عاماً لن تمرّ مرور الكرام، وستفتح الباب واسعاً أمام “حرب من الجرائم” التي ستحمل عناوين مختلفة، وما الضحية الا اناس ابرياء (..).
وما انتشار هذه الصورة عبر مواقع التوصل الاجتماعي الا دليلاً..

المصدر: خاص لبنان 24