السعد الصادق

26 أبريل 2019
السعد الصادق
beirut News

كتب عبد السلام موسى على المستقبل ويب بعنوان السعد الصادق

“أنا كسعد الحريري واجبي أن أكون صادقاً معكم”.

على صدقه يعان، في المبادرة لـ”إنقاذ البلد”، التي يتحمل في سبيل إنقاذها من “المزايدات”، ما لم يتحمله أحد، منذ خاض غمار التسوية، ودفع في الدفاع عنها أثماناً سياسية وشعبية، لتأمين ما يحتاجه لبنان من استقرارٍ “يقاوم” أي مسار يأخذ البلاد إلى الانهيار.

قبل سنة، وبعد أن وضع مبادرته للإنقاذ على سكة “سيدر”، وأمن من خلالها ما وصفه بـ”الفرصة الذهبية” للعبور بلبنان إلى “مسيرة النهوض الثانية”، خاض سعد الحريري الانتخابات النيابية في العام 2018 بعكس مصلحته السياسية.  كان قلبه على البلد، وعينه على حماية “سيدر”، إن بتحالفاته الانتخابية، أو بخطابه الذي سار فيه عكس “الشعبوية”، وتحدث فيه بكل صدق، عن “إصلاحات ضرورية” من أجل الإنقاذ، في أكثر من لقاء انتخابي مع جمهوره تحديداً.

طوت الانتخابات صفحتها، وجاء “وقت الجد”، فإذ بـ 9 أشهر “غالية” تضيع في تأليف الحكومة، بتفاصيلٍ لم يكن سعد الحريري مسؤولاً عنها، في الوقت الذي كان يراهن فيه على تأليف سريع من أجل “تسييل” مكتسبات “سيدر”، والقيام بالإصلاحات المطلوبة باكراً، قبل فوات الاوان، ووصول البلاد إلى ما وصلت إليه اليوم من واقع دقيق ما عادت تنفع معه كل المسكنات.

حصل ما حصل، ولا مفر من مواجهة الحقيقة “زي ما هيي”، والقول إن إنقاذ لبنان اليوم، يكون بواجب الصدق مع اللبنانيين، كما يفعل الحريري وغيره من المسؤولين، ويكون بدعوتهم إلى التعاون فيما بينهم على التضحية، كل من موقعه، لتمرير هذه المرحلة الصعبة، ويكون بالتريث الذي يبديه الحريري لتحصين مبادرة الانقاذ بالتوافق السياسي، ولن يكون أبداً بمزايدات شعبوية تطل برأسها من هنا وهناك ولا وظيفة لها سوى التأزيم، أو بما نشهده من قنص على “سيدر” ما دام القناص لا يملك مشروعاً انقاذياً بديلاً، أو بالافتراء ورمي المسؤولية على طرف دون سواه، كما لو أن البلد يُحكم من طرف واحد، وليس فيه قوى أمر واقع حالت، بما تفاخر به من قوة، دون أن تحكم الاكثرية وتتحمل المسؤولية، ولن يكون الانقاذ طبعاً بالعودة إلى نغمة سياسات الحكومات السابقة التي لم تكن مطلقة القرار، في ظل حكم “الوصاية السورية” وما أفرزته من نظام أمني لبناني – سوري كان يتحكم بمصالح البلاد ورقاب العباد، وأسس لمنظومات هدر ومحميات فساد ما زالت تمارس مآثرها حتى يومنا هذا.

ليس الزمان اليوم زمان تصفية حسابات أو أحقاد، على شاكلة ما تطل به أبواق الصحافة الصفراء، ومن يقف خلفها، للقنص على الحريري، والاجتهاد في تزوير الوقائع لتحميل صدق الحريري ما لا يمكن أن يتحمله من إصرار على الكذب والخداع والتشويش الذي تمارسه هذه الأبواق بحق اللبنانيين. الزمان اليوم هو للمسؤولية الوطنية التي يتولاها رجال الدولة،تحت سقف المعادلة الذهبية التي حددها الرئيس تمام سلام، قبل أسبوع، في الذكرى الثانية لرحيل نقيب الصحافة محمد البعلبكي، بقوله: “نحن في حاجة إلى خفض الصوت قليلاً، والتواضع كثيراً، والتبصر طويلاً، في مشاكلنا التي تحتاج معالجتها إلى مسؤولية عالية”.

بين إنقاذ لبنان اليوم، وتعبيد الطريق أمام انطلاق “مسيرة النهوض الثاني” غداً، خيطٌ رفيع عنوانه العمل بصدق.
سعد الحريري يكرس كل جهده كي لا يُقطع هذا الخيط، مهما كلفه ذلك من تضحيات، ومؤامرات على “الحريرية الوطنية” اعتاد على التصدي لها، طوال الـ 14 عاماً الماضية، بسلاح الصدق والعمل من أجل لبنان وناسه.
باختصار، إنه السعد الصادق.