ولو كره الكارهون…

4 مايو 2019
ولو كره الكارهون…
beirut News

[author title=”عبد السلام موسى” image=”http://”][/author]

يمكن للأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله أن يكره من يشاء، وأن يصب جام كرهه على من يناصبهم العداء ويرفض مجاراتهم في سياساتهم العامة.

ولكن هل يحق حسن ولسواه من رجال الدين والدنيا، أن يستخدموا كراهياتهم السياسية لتخريب علاقات لبنان ومصالح اللبنانيين مع الاشقاء العرب؟

ورب سائل يسأل في هذا المجال، هل أن الامين العام لـ”حزب الله” يُشهر كرهه لخادم الحرمين الشريفين وللمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي، أم هو يشهر سيوف إيران بوجه اللبنانيين وبوجه الدولة اللبنانية التي هي في غنى عن هذا التأجيج الخطابي في ضوء ما تعانيه من مشكلات اقتصادية واجتماعية؟

وهل يعتقد نصرالله ان اساءاته المتكررة للسعودية وقادتها، هي في مصلحة لبنان وقضاياه وتساهم في عودة السياح العرب ومشاركة الاشقاء في برامج الاستثمار، ام هي استثمار في المشروع الايراني لتخريب المجتمعات العربية؟

من هنا، لا يجب على الأمين العام لـ”حزب الله” أن يأخذ على “بعض الناس في لبنان” أنهم يردون عليه كلما قال كلمة عن السعودية، ولا يردون على الرئيس الأميركي دونالد ترامب عندما يتحدث عنها. فلا شأن للبنانيين بما يحصل بين السعودية والولايات المتحدة الاميركية، كما أن لا شأن لهم بما يحصل بين الاخيرة والجمهورية الاسلامية الإيرانية، لكن بالتأكيد، لهؤلاء اللبنانيين “كل الشأن” في إبداء الحرص على مصلحة لبنان وعلاقاته مع عمقه العربي، ورفع الصوت ازاء خطورة استمرار نصر الله وحزبه في التطاول على السعودية ودول الخليج العربي، بمناسبة ومن دون مناسبة.

المؤكد أيضاً، أن “بعض الناس في لبنان” لن يقصروا في الرد على ترامب أو غيره، ووضع الامور في نصابها، إذا كان ترامب أو غيره أميناً عاماً لحزب لبناني، كما هي حال نصر الله، يهدد بمواقفه علاقات بلده العربي مع دولة عربية، يشهد لها التاريخ القريب والبعيد، وقوفها إلى جانب لبنان، من رعاية “اتفاق الطائف” الذي أوقف الحرب الأهلية والإسهام في ورشة بناء البشر والحجر مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إلى دعم الاقتصاد اللبناني واعادة إعمار ما دمره عدوان تموز ٢٠٠٦، وما بينهما من محطات لم تتخل فيها المملكة عن لبنان يوماً، وكانت له على الدوام  خير سند.

وإذا كان نصر الله لا يدرك أن رد “بعض الناس في لبنان” على هجومه الدائم على السعودية ليس ترفاً فهي مصيبة، وإذا كان يدرك ويستمر في هجومه فلا شك أن المصيبة أكبر، ما دام لا يأخذ بعين الاعتبار مصلحة اللبنانيين العاملين في بلاد “شبه الجزيرة العربية”، كما يصفها، ولا يكترث لمصلحة لبنان الذي لا يمكن أن يحيا إلا بأفضل العلاقات مع أشقائه العرب.

لا نريد لقلب نصر الله أن “يحترق” على السعودية عندما يسمع ترامب، كما قال. نريد لقلبه أن “يحترق” على لبنان عندما يستمع لنفسه، كما تحترق قلوب اللبنانيين، كلما استمعوا الى مواقفه التي تهدد علاقات لبنان مع السعودية ودول الخليج، وأن يكف عن استخدام لبنان منصة لـ”التهجم الايراني” على الأشقاء العرب، خدمةً للمصالح الايرانية التي تمارس التخريب في المنطقة العربية، وتشعل فيها الحروب الاهلية والمذهبية، بما يخدم العدو الاسرائيلي، ليصح معه قول نصر الله نفسه أن “كل ما يجري في منطقتنا هو في خدمة اسرائيل”، ما دام كل ما يجري في منطقتنا، سببه “المشروع الايراني” الذي، يبدو في كلام نصر الله، في خدمة إسرائيل!.

بإزاء كل ذلك، “بعض الناس في لبنان” سيبقون يردون، ولو كره الكارهون.