هل يدّق الرئيس الحريري ناقوس المواجهة المباشرة مع باسيل؟

22 يونيو 2019
هل يدّق الرئيس الحريري ناقوس المواجهة المباشرة مع باسيل؟
beirut News

منذ انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وما تلاه من أزمة في لبنان إثر غياب رئيس الحكومة سعد الحريري في المملكة العربية السعودية، تناثرت العديد من التسريبات حول تصدّع علاقة الحريري برئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، حيث تناقلت أوساط سياسية أنّ علاقة الأول المستجدّة مع “التيار الوطني الحر” بدأت تأخد منحى التحالف الفعلي الذي أثر بشكل سلبي على حلفه القديم مع “القوات” و”الكتائب” في 14 آذار.

وإذ حملت تطورات الأيام الماضية إشارات سلبية كشفت عن زعزعة حلف الحريري- باسيل، وفي مقدّمها الاشكالية التي وقعت حول ملف التعيينات التي بدأت منذ الاسابيع الاولى لولادة الحكومة فأعادت خلط الأوراق، الذي توّج بزيارة جعجع للحريري وجملة التصريحات التي تلت اللقاء والمتعلقة بملف التعيينات، ما دفع مراقبين إلى التساؤل حول ما إذا كان اجتماع الطرفين مقدمة لإعادة توثيق الحلف بين الحريري ومسيحيي 14آذار كمدخل لرسم استراتيجيات جديدة للتسوية الرئاسية.

هذه التطورات ترافقت مع عملية الاحتواء التي قامت بها المملكة العربية السعودية تجاه الرئيس الحريري، والتي لاقاها الأخير من خلال خطابه في “قمة مكة” ما يشير، وبحسب مصادر مطّلعة، الى أن الحريري سيستكمل مبادرته الايجابية نحو المملكة من خلال فتح صفحة جديدة مع “القوات” التي تحظى برعاية سعودية خاصة.

وبعكس الاتجاه الذي كان من المتوقع أن يسير به الرئيس الحريري في ملف التعيينات، يبدو أنه لن يوافق على تهميش حلفائه المسيحيين وتسليم الدفّة لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، لذلك فإنه، وبحسب المصادر عينها، سيسعى الى أن تحصل “القوات” على جزء يرضيها من التعيينات من دون أن يؤدي الأمر الى اهتزاز التسوية الرئاسية.

وترى المصادر أن الحريري سيحاول من خلال ملف التعيينات استعادة تحالفه السياسي مع “القوات”، وذلك من باب التصدّي لطموحات باسيل، وهذا ما تكشّف مؤخرا في ملف الموازنة وغيره من الملفات.

وفي انتظار ما سيؤول اليه بازار التعيينات، يبدو أن الرئيس الحريري سيتّجه نحو المواجهة المقنّعة مع رئيس التيار “الوطني الحر”، وذلك عبر زكزكات سياسية من خلال الوقوف على خاطر “القوات”. فهل سيؤدي تعنّت باسيل الى فرط عقد التحالف المستجد ما قد يدفع الحريري الى دقّ ناقوس المواجهة المباشرة؟