وادي خالد.. جزء من عكار المهمل..(بالصور)

24 يونيو 2019
وادي خالد.. جزء من عكار المهمل..(بالصور)
beirut News

وادي خالد تعتبر جنة على الأرض، بسهولها الغناء ومروجها الخضراء… ولكن هذا الكلام قبل ١٠ سنوات وأكثر… فكنت اذا استأجرت بيتًا هربًا من ضغوط العمل أو الجامعة، كانت كفيلة أن تجعلك مُحاطا بالحقول من كل جانب، وإذا ضجرت تقوم الطبيعة بتسليتك بصوتها الصافي…

السؤال الذي يطرح نفسه، أين يمكن اللبناني اللجوء مع تآكل البقع الخضراء؟ وهل يمكن للمدنيَّة أن تسيطر على المناطق الزراعيَّة، وتساهم في تحويلها لأماكن الضجيج السمعي والبصري والنفسي؟!

مع إهمال الدولة بعنصر الزراعة في بلد الأخضر كلبنان.. فوادي خالد، والمشتى وكثير من السهول العكارية الأخرى، تتراجع الاهتمام بها في الزراعة، وتتحول شيئا فشيئا، من حقول زراعية وحدائق وبساتين، إلى مستوصفات صحية ومطاعم مغلقة، وبيوت مكتظة، ومحال تجارية عملاقة، تتقهقر معها المناظر التي تريح القلب وتدعو النفس للاستجمام. فالمزارع لقب سيء، رديء، مهمل… فلو يعطى الفلاح اهتمام الألقاب المرضية المتفشية في المجتمع، كالطبيب، والمهندس.. ربما تَشَجَّعَ على الأقل ليعمل دون أن يشعرَ بنفسه منتقصًا من الكرامة والهيئة، ولو اهتمَّت الدولة بمنتجاته وأعطت تعبه حقه لظَلَّ يتحمل عناء التعب تحت الشمس الحارقة.

عدا أن كثير من هذه الأرض جرداء، كالصحراء، في بلد الجمال، ومع غياب حملات التشجير.. فأين منظمات البيئة العكارية والجمعيات الزراعية والتنموية وبلدياتها المنتخبة من هذا التصَحُّر الذي يضرب عكار الأخضر؟! أم أن أغلبها جمعيات ورقية بغية السرقة والتريُّش على حساب الطبيعة؟؟

مع تزايد أعداد السكان والمصطافين في مناطق عكار، بالإضافة إلى الأعداد الكبيرة من السوريين الذين أضحوا يسيطِرون على بقاع كبيرة من الأراضي وامتلاكها، وتحويلها لاستثمارات عدّة تخدم مصالحهم.. أين وعي اللبناني لمخاطر بيع أرزاقه لغير أبناء الوطن؟! وهل يمكن الحدّ من تدمير هذه الأراضي وتحويل ما تبَقَّى منها لغابات.. على الأقلّ لتبْقَى عكار الخضراء، ونساهم في انعاشها قبل أن تموت سريريا بالسموم القاتلة التي تُبعث فيها من الاهمال التام؟!! …