ميقاتي يحرج باسيل برد إنمائي.. وتجاهل سياسي

12 يوليو 2019آخر تحديث :
ميقاتي يحرج باسيل برد إنمائي.. وتجاهل سياسي
beirut News

كتب غسان ريفي في “سفير الشمال”: لم تعد “نور الفيحاء” في طرابلس، قضية شركة تريد انتاج الكهرباء، بل تحولت الى قضية رأي عام طرابلسي غاضب من رئيس تيار سياسي يهيمن على عدد من الوزارات ومن بينها وزارة الطاقة والمياه ويحرم مدينة بكاملها مع جوارها من التغذية الكهربائية 24 على 24 ساعة، لمصلحة مشروعه في استجرار التيار من البواخر التي يؤكد كثير من السياسيين ان فيها من السمسرات والعمولات الشيء الكثير..

بالأمس وخلال زيارته التقليدية السنوية الى الصرح البطريركي في الديمان مع كتلته النيابية ومسؤولي تيار العزم، وضع الرئيس نجيب ميقاتي النقاط على الحروف إنمائيا وسياسيا، ودافع عن حق طرابلس في أن يكون لها تغذية كهربائية كاملة، بغض النظر عن الشركة الملتزمة، لأن المهم هو أن تنعم الفيحاء بالنور وما دون ذلك تفاصيل.

موقف الرئيس ميقاتي من شأنه ان يحرج الوزير جبران باسيل الذي اعترف صراحة في مقابلة تلفزيونية بأنه ضد “نور الفيحاء”، واصفا إياها بانها بمثابة “فدرلة” للكهرباء. في وقت لا يتوانى فيه “صهر العهد” عن ممارسة “الفدرلة” سواء بالكهرباء من خلال إنشاء معمل سلعاتا (لزوم ما لا يلزم)، او من خلال محطات الغاز (في الزهراني وسلعاتا وطرابلس) او عبر تقويض المنطقة الاقتصادية في طرابلس وكسر حصريتها باقتراح إنشاء منطقتين اضافيتين في البترون وصور، فضلا عن مواقفه السياسية الاستفزازية التي بدأت تترجم مواجهات في الشارع، ودعمه قرار بلدية الحدت بعدم تأجير أو تمليك المسلمين، وفي ذلك فدرالية واضحة.

عمليا، فقد رد الرئيس ميقاتي على باسيل إنمائيا وسياسيا..

في الإنماء حين اكد ميقاتي وبلهجة عالية النبرة بأن من حق طرابلس ان يكون لها إنتاجها من الكهرباء، وانه لا يمكن لأي كان ان يسلبها هذا الحق، خصوصا أن ما قاله باسيل يستهدف طرابلس وجوارها والأهالي بحرمانهم من التيار الكهربائي الذي يساعد على النهوض الاقتصادي ويعتبر اساسا في تعزيز الوضعين الأمني والاجتماعي.

أما في السياسة، فإن حرص الرئيس ميقاتي على عدم الرد على باسيل وتجاهله من على منبر الصرح البطريركي في الديمان كان بحد ذاته موقفا سياسيا متقدما، كونه عمل على تحييد البطريركية المارونية عن هذا الخلاف وعلى عدم احراج سيد الصرح، كون باسيل بات يستجدي اَي رد سياسي للاستفادة منه ضمن تياره والبناء عليه، وقد آثر ميقاتي عدم اعطائه ذلك، إضافة الى ان كلام باسيل حيال ““نور الفيحاء” يعتبر باطلا، والأفضل في الكلام الباطل ان يتم تجاهله، فضلا عن حرص الرئيس ميقاتي وفي هذه الظروف بالذات على عدم توتير الأجواء سياسيا، في وقت يحمل فيه اللبنانيون هم اقتصادهم وعبء أرزاقهم ومعيشتهم.

في كل الأحوال فإن موقف الرئيس ميقاتي عبر عن نبض الشارع الطرابلسي الذي أدار ظهره لزيارة باسيل يوم السبت الفائت الى معرض رشيد كرامي الدولي، وهو بعد هذا الموقف سيجد نفسه عبئا على المدينة ومرفوضا من قبلها في الزيارة التي وعد القيام بها قريبا..

المصدر: سفير الشمال

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.