خارطة طريق عونية.. لكن الى أين؟!

21 أغسطس 2019
beirut News

على وقع المستجدات على الساحة اللبنانية، وتحدداً بعد انجاز «المصالحة» وما رافقها وما سبقها، وما رافق زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى الولايات المتحدة، من مواقف وقراءات واستنتاجات وتأويلات، ناهيك بعودة التوتر الى الواجهة بين «القوات اللبنانية» من جهة «والتيار الوطني الحر» من جهة ثانية ممثلاً هذه المرة بوزير الدفاع الياس بوصعب بالتقاطع مع المواقف المستجدة لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون من معقله الصيفي في بيت الدين.. يتطلع اللبنانيون عموماً الى ما ستكون عليه جلسة مجلس الوزراء، المقررة يوم غد الخميس، في القصر الرئاسي في بيت الدين..

دردشة اعلامية بين الرئيس العماد عون واعلاميين التقوا في الجبل اثارت العديد من الاسئلة والتساؤلات حول العديد من المسائل والنقاط التي استحضرتها «الدردشة» عن سابق «اصرار وترشيد» من أبرزها نسف «الاستراتيجيا الدفاعية» والتملص من «سيدر» ونعي التعيينات الادارية، واللعب من جديد على اوتار «الطائف».. وهي مواقف احدثت في مضامينها ارتياباً وجملة تساؤلات خلاصتها «وماذا بعد والى أين..» وقد أفتى رئيس البلاد بانتهاء مشروعية «الاستراتيجيا الدفاعية» فاتحا الباب واسعاً أمام سجالات ومناقشات قد تقارب المناوشات في الجلسة الوزارية.

الثابت الوحيد، في قراءة الرئيس العماد عون، هو صهره، وزير الخارجية، رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل.. نافياً «ما سمعناه من شائعات تقول بأن الولايات المتحدة الاميركية أوعزت لي لابعاد الوزير باسيل» فهذا الكلام، على ما قال الرئيس عون «تكذيبه منه وفيه.. فأنا لا أبعد جبران باسيل ولا أي انسان آخر.. فليس لي مصلحة بذلك فجبران باسيل هو رئيس حزب، ورئيس اكبر كتلة نيابية، وكثر قالوا اكثر من مرة، ومنذ فترة ان جبران باسيل هو رئيس الجمهورية، والجنرال عون هو رئيس الحزب، وكنت اضحك يومها..» كاشفا عن ان «هناك من السياسيين الكبار الذين يأتون اليَّ ويطلبون مني الضغط على باسيل في بعض الشؤون السياسية التي تزعجهم، وكان جوابي دائماً لهم، اذهبوا وتحدثوا بالموضوع مع جبران باسيل فهل يقبل أحدكم بأن اضغط عليه.. ليخلص قائلاً: «أنا من جهتي اتركه يدير الحزب ويتصرف بالسياسة التي يراها مناسبة.. فأنا أوجه اليه النصائح له ولغيره، ولكن لا أضغط عليه ولا أمارس الضغط على أحد..

يترقب الجميع ما ستكون عليه جلسة مجلس الوزراء التي سيحضرها الوزير باسيل، وقد تصاعدت من جديد، حدة الخلافات مع «القوات اللبنانية»، مع فارق هذه المرة، انها بين «القوات» ووزير الدفاع الياس بوصعب، حيث نأى باسيل بنفسه منذ أيام عن السجالات التي طبعت شخصيته وسلوكه وميزته عن آخرين غيره.. لكنه، وبعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في الديمان عاد وكسر الصمت، ضمن حدود، وهو صمت صاحبه منذ «مصالحة» الجبل في بعبدا، بحضور الرؤساء الثلاثة ميشال عون ونبيه بري وسعد الحريري ووليد جنبلاط وطلال ارسلان..

اثار كلام الرئيس عون العديد من الاسئلة والتساؤلات، وفي قناعة متابعين عن قرب، «ان ما قاله رئيس الجمهورية لم يأت من فراغ، او «فوشة كبد»، بل جاء ترجمة لقناعات يتمسك بها، وهو الذي يردد في كل مناسبة «ان البعض اعتاد على خرق الدستور وحرمان البعض الآخر من حقوقه.. لقد اعتاد هذا البعض على عادات سيئة كثيرة، وأنا أقوم باعادة تطبيق الدستور والاصلاح يتطلب وقتاً..».

انها خارطة طريق عونية.. لكن «الى أين» يقول مراقبون؟!

 

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع بيروت نيوز بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.