الثورة تخسر بالعنف “ساحة المحبة” بين برالياس والمرج

30 أكتوبر 2019آخر تحديث :
الود والتكاتف بين البلدتين لم يدم طويلاً (لوسي بارسخيان)
الود والتكاتف بين البلدتين لم يدم طويلاً (لوسي بارسخيان)
beirut News

لوسي بارسخيان

انقلب المشهد بشكل غير مرغوب به، في “ساحة المحبة” في البقاع، بعد 13 يوماً من احتضانها “شباب الثورة”. وذلك، إثر إشكال فردي وقع بين شبان من بلدة بر الياس وآخرين من بلدة المرج المجاورة، تطور إلى تضارب بالكراسي، وإطلاق نار في الهواء، ما أدى إلى إصابة 15 شخصاً بجروح متفاوتة، عشرة منهم نقلوا إلى المستشفيات، إضافة إلى إصابة أحد المسعفين بحالة اختناق. هكذا فُض الاعتصام وفتحت الطريق، الذي أصر شباب الانتفاضة على إبقائه مغلقاً سلمياً، طيلة الأيام الماضية، على رغم كل المضايقات والضغوطات التي تعرضوا لها.

من الحراك إلى العراك
ويبدو أن تسمية “ساحة المحبة”، التي أُطلقت على تقاطع بلدتي برالياس والمرج، كانت مقصودة للإشارة على تلاقي البلدتين، اللتين لطالما شهدتا تنافراً بين أبنائهما، وفقاً لعارفين بأمور البلدتين، على هدف “ثورة 17 تشرين”. فتميزت أجواء الساحة في الأيام الماضية، بالود والتكاتف، لتحقيق الهدف الذي وضعوه لتحركهم وهو إسقاط “النظام” ورموزه.

وكانت تحركات شباب الانتفاضة، قد تُوّجت ظهر الجمعة بصلاة جامعة لأبناء البلدتين، شكلت أكبر حراك جامع على صعيد قضاء زحلة.

وفيما كان شباب الحراك في الساحة، قد تلقفوا خبر استقالة الرئيس سعد الحريري بإيجابية كبيرة، وأصروا في تصريحات للصحافيين بُعيد الساعة السابعة، على أنهم باقون في الساحة، وفي إغلاق الطريق العام الذي نصبوا فيه خيمهم، حتى سقوط أركان السلطة “كلن يعني كلن”، بدا مستغرباً أن يتطور “إشكال فردي” بينهم بشكل عنفي.

أنصار عبد الرحيم مراد
وحسب شهود، فإن الإشكال بدأ بين ثلاثة أشخاص من البلدتين، تدافعوا فيما بينهم، ورموا بعضهم البعض بالكراسي، إلى أن تدخل أحدهم من خارج الاعتصام، وعمد إلى إطلاق النار بالهواء.

ووفقا لفيديو صوره أحد المحتشدين، يتبين أن الشخص الذي أطلق النار في الهواء، وصل بسيارة جيب بيضاء مع مجموعة أشخاص آخرين، ويدعى ع.ا.ع. من بلدة المرج، وذُكر أنه من المناصرين للوزير عبد الرحيم مراد، وقد ظهر بيده السلاح الذي أفرغ ذخيرته في الهواء، قبل أن يعود أدراجه ويغادر المكان مخلفاً فوضى كبيرة.

إثر الإشكال تدخلت قوة كبيرة من الجيش اللبناني، عملت على فتح الطريق وإزالة السواتر الترابية من وسطه بسرعة قياسية، بعد أن تم تفريق المتظاهرين، الذين تجمع عدد منهم عند مدخل بلدة بر الياس الأساسي، وبدأوا بحثهم عن ساحة بديلة، بعد أن خسرت ثورتهم ساحة المحبة.

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.