اللبنانيون يُسقطون حكومة الفشل ويتجاوزون “العهد القديم”

30 أكتوبر 2019
استقالة رئيس الحكومة تعني سقوط "التسوية الرئاسية" (عزيز طاهر)
استقالة رئيس الحكومة تعني سقوط "التسوية الرئاسية" (عزيز طاهر)
beirut News

وليد حسين

في تحد واضح للغزوة الترويعية التي شنها شبيحة من حزب الله وحركة أمل على المتظاهرين على جسر الرينغ، ولاحقاً على ساحتي رياض الصلح والشهداء، واعتدائهم على المدنيين بعنف علني وسافر، وتحطيمهم خيم المعتصمين وإحراقها (أمام أعين “بعض” القوى الأمنية)، وبعد أن تقدم سعد الحريري باستقالته، عاد وتجمع في الساحتين آلاف المتظاهرين.

قوة الفعل المدني
بدت فرحة الانتصار الأول على وجوه جميع المتظاهرين، وراحوا يتبادلون التهاني والتبريكات إثر سقوط الحكومة تحت ضغط الشارع. فبعد نحو أسبوعين من التظاهر في الساحات وفي الطرقات، وكل ما تعرضوا له من إرهاب وتخويف واعتداءات ورفع “إصبع التهديد والوعيد”، والتي أدت إلى التزام الكثير من المواطنين منازلهم في انتظار ما ستؤول إليه الأمور.. أتت الاستقالة لتأكد لهم أن العمل المدني السلمي قادر على مواجهة خبث السلطة وتعنتها في عدم تقديم التنازلات.

واعتبر الناشطون إن ما تحقق إنجاز كبير يجب البناء عليه، في تحركهم في الأيام المقبلة، كما أكدوا لـ”المدن”. وهذا يثبت مدى حيوية الشعب اللبناني، الذي لم ينجر إلى محاولات تقسيمه وتفتيته، وجعله بيادق بيد الأحزاب الطائفية في صراعاتهم وتسوياتهم، التي غالباً ما أتت على حساب اللبنانيين، وكلفت البلد أزمة اقتصادية واجتماعية يصعب الخروج منها بوقت سريع.

سقوط التسوية الرئاسية
وعمدت المجموعات إلى إعادة نصب الخيم للبقاء في الساحتين، معتبرة أن سقوط الحكومة هو أول الغيث في معركتهم مع السلطة، وانها لن تتراجع عن التصعيد في الشارع، وصولاً إلى إسقاط جميع رموز العهد القديم الذي تسبب بجميع الكوارث التي حلت باللبنانيين. لكن أي تصعيد محتمل سيكون رهناً بما سيبدر عن السلطة في الأيام القليلة المقبلة.

وأكد الناشطون أن ما حدث إنجاز تحقق بفعل الشارع، وان استقالة رئيس الحكومة تعني سقوط التسوية الرئاسية التي حكمت لبنان مند ثلاث سنوات.

وإذ لفتوا إلى أن ما سقط فعليا هو الورقة الاصلاحية التي كانت ستودي بالبلد إلى الخراب، واعتبروا أن الكرة ما زالت في ملعب السلطة لتقديم بدائل عن هذه الحكومة، و”سنرى إذا ما كانت مرْضياً عنها من اللبنانيين، خصوصا أن أي حكومة أخرى عليها تسوية الأوضاع الاقتصادية والمعيشية وتجنب الانهيار بالدرجة الأولى”.