بعلبك: “أمل” وحزب بوجه ست صبايا وشابين فقط

27 نوفمبر 2019
الإغارة على ساحة خليل مطران
beirut News

في مؤشر على تغيير استراتيجية مواجهة الشارع عبر “ترهيبه”، أغار مناصرو حزب الله وحركة أمل على “الثوار” المدنيين في ساحة خليل مطران بوسط مدينة بعلبك، محطمين خيمتهم التي شكلت مساحة “حرية” صغيرة جداً، وسط كمّ الاضطهاد الذي عزل أهالي المدينة عن “الحراك الوطني” الجامع، طيلة الأسابيع الماضية، وفارضين منطق الاستقواء براياتهم، التي احتلت المشهد، بعد أيام من مشهد الأعلام اللبنانية التي زينت الساحة.

الطفار أولاً
بدا ما جرى في بعلبك إمتداداً لما حصل في الليلة السابقة بساحة الثورة في صور، وإن لم يكن مناصرو “الثنائي” بحاجة إلى استخدام القوة المفرطة نفسها، خصوصا أن الحراك في هذه المدينة خُنق قبل انطلاقته مع بداية الثورة. وكاد يقتصر على بضعة مشاهد لتلاميذ المدارس والطلاب في انتفاضتهم السلمية قبل أسابيع، وتجمع لعدد قليل من الشبان، انكفؤوا إلى ساحة “مطران” بعد محاولات جرت لاستغلال “الحراك” من قبل “طفار”هيمنوا على ساحة الجبلي عند مدخل المدينة، وحولوا مسارها عن أهداف الثورة.

وحسب شهود فإن الدعوات إلى التجمع في ساحة خليل مطران كانت قد بدأت منذ ما قبل ظهر يوم الثلثاء، محاولة إظهاره كنوع من الغضب على مقتل كل من حسين شلهوب وسناء الجندي، في حادث السير الذي حمّل معارضو الثورة مسؤوليته إلى قطع الطريق من قبل الثوار.

الإغارة والتحطيم
وقد تزامنت هذه الإغارة على ساحة “مطران” مع انتشار مشاهد لإطلاق نار كثيف على طريق الشراونة بعلبك، في محاولة لإشاعة جو من الرعب في المدينة ومحيطها. من دون أن يجد المعنيون بحراك بعلبك مبررا لما جرى، خصوصا أن الثورة في بعلبك بقيت ضمنية معظم الوقت، ولم تجرؤ سوى أقلية على النزول إلى الشارع للتعبير عن رأيها بصوت مرتفع. لم يقطع هؤلاء الطريق، ولا شتموا أحداً، وكل ما فعلوه هو رفع أناشيدهم الوطنية عبر المكبرات، والاحتفال سلمياً باعتصامهم.

عند إغارة مناصري الثنائي الشيعي على ساحة الثورة في بعلبك، كان عدد الشباب الذين تجمعوا في المكان وفقا لشهود، ست صبايا وشابين فقط، فروّع هؤلاء أمام مشهد تحطيم مكبرات الصوت والخيمة التي جهزوها في المكان، بحضور الجيش والأجهزة الأمنية، التي لم يسبق لها أن تعاطت في بعلبك بنفس الحزم الذي تتعاطى به في مدن لبنانية أخرى.

وفقاً لمعنيين بالحراك، فإن ما جرى في بعلبك، سيزيد من حجم النقمة الصامتة على من حرم بعلبك من مشاركة اللبنانيين أوجاعهم من الفساد، الفقر، البطالة، وإنعدام الأمن والأمان في ظل دولة تغيب كلياً عن هذا الجزء من لبنان.