Warning: exif_imagetype(/home/beirutnews/public_html/wp-content/uploads/2021/11/logo.png): Failed to open stream: No such file or directory in /home/beirutnews/public_html/wp-includes/functions.php on line 3332

Warning: file_get_contents(/home/beirutnews/public_html/wp-content/uploads/2021/11/logo.png): Failed to open stream: No such file or directory in /home/beirutnews/public_html/wp-includes/functions.php on line 3352

Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/beirutnews/public_html/wp-content/themes/newsbt/includes/ads.php on line 173

Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/beirutnews/public_html/wp-content/themes/newsbt/includes/ads.php on line 174

شرف الممانعة وكرامة “أستاذها” في زجاج سيارتي

17 ديسمبر 2019
هكذا يدافعون عن سمعة قائدهم ورئيسهم
هكذا يدافعون عن سمعة قائدهم ورئيسهم
beirut News
كتب وليد حسين
في منتصف ليل الأحد 15 كانون الأول الجاري، أقفل عناصر الجيش اللبناني الطريق المؤدي إلى الصيفي فيلدج، حيث كنت ركنت سيارتي بعد ظهر النهار نفسه. اصطفوا متلاصقين تقريباً، خلف دروعهم الواقية من الرصاص، لمنع الناس من  الدخول إلى ذلك الحي الراقي.

وصلت إلى حيث يصطفون، غير قادر على فتح جفني، جراء استنشاقي الغاز المسيل للدموع، الذي تساقطت قنابله الدخانية على المتظاهرين في شارع ويغان وساحة الشهداء، منذ العاشرة ليلاً، وكنت أتابع تراجع المتظاهرين من أمام مبنى النهار.

رفعت بطاقتي الصحافية وسرت في اتجاه سيارتي. وجدت زجاج نافذتها محطماً، وتحول نثرات صغيرة. درت حولها فرأيت آثار محاولة تحطيم باقي نوافذها وزجاجها الأمامي. لكن محاولة الفاعلين باءت بالفشل، على ما يبدو. أزحت ما تيسر من حطام الزجاج عن المقعد، وأتيت بقطعة بلاستيكية وضعتها تحتي، لأتمكن من قيادة السيارة إلى بيتي.

للوهلة الأولى ظننت أن أحدهم قام بهذه الفعلة بنية السرقة، ولم أفكر أنني وقعت ضحية فتيان وشبان الخندق الغميق، المغرمين باسم الرئيس “الأخ الأملي” نبيه بري. لكنني وبعدما سرت بضعة أمتار في ذاك الشارع، رأيت السيارات المركونة هناك محطمة النوافذ، وبعضها طال التحطيم زجاجها الأمامي والخلفي.

أبصرت أكثر من سيارات عشر على هذه الحال. كانت غزوة شباب الخندق الغميق التخريبية دسمة في سهرتهم المحببة، فكرت. وكنت قد سمعت أثناء متابعتي الصحافية للتظاهرة، أن أولئك الشبان هددوا بالنزول إلى شارع ويغان، للاقتصاص من المتظاهرين الذين هتفوا ضد استاذهم الغالي والنفيس نبيه بري.

في صباح الأحد الباكر قصدت حدّاد سيارات لإصلاح ما ظفرت به الغزوة الليلية. نصحني الحداد بالذهاب إلى مؤسسة مكوكجي لزجاج السيارات، فذهبت إليها في الدورة.

هناك بادرني العامل السوري بالسؤل مبتسماً: محاولة سرقة؟ فشرحت له ما حصل. بدا صاحب نكتة، وبروح مرحة قال: تأتينا يومياً عشرات السيارات، جلها تحطم زجاجها بداعي السرقة. ونشتغل كثيراً في هذه الأيام. وهو حاول بابتساماته التخفيف عني.

حظك جيد أن من حاول تحطيم باقي الزجاج في سيارتك ما زال متمرناً في عمله، قال وراح يشرح لي الطريقة الفضلى التي يعلمها المدربون المحترفون لتحطيم زجاج السيارات.

“يا زلمي بخمسة أيار (وهو أخطأ في التاريخ، ويقصد غزوة 7 أيار 2008 الشهيرة التي نفذتها ميليشيات الممانعة في بيروت، ومنها “أمل”، بقيادة حزب الله الذي لا يرغب بتلويث أيادي مقاتليه بغير الدماء، على ما فعل في سوريا) ما لحّقنا تركيب قزاز”، قال العامل السوري. وتابع: “أذكر يومها أن عناصر من شرطة السير جاؤوا لتنظيم صفوف السيارات أمام ورشتنا هذه،  بعدما نشبت نزاعات بين السائقين على أولوية إصلاح زجاج سياراتهم، ووصل صف السيارات حتى الأوتوستراد (يبعد نحو مئة متر عن المؤسسة في الدورة).

بدا العامل خبيراً يتقن عمله جيداً. فما هي إلا نحو ربع ساعة، حتى قال لي: سيارتك جاهزة، وأفضل مما كانت. لقد نظفتها من كل نثار الزجاج التي تبعثرت على المقعد الخلفي أيضاً.

شغّلت محرك سيارتي محاولاً الصعود من ذاك المستودع تحت الأرض، فإذا بسيارة محطم زجاجها الأمامي والخلفي تقفل الطريق. فخرجت من سيارتي وتبادلت الحديث مع صاحبها:

-هل كنت البارحة في وسط بيروت؟ سألته، فأجابني: “رأيت سيارتك، وكانت مركونة قرب سيارتي، فحسدتك على أنهم كسروا زجاجاً واحداً فيها فحسب. لكن أنظر ماذا فعلوا بسيارتي!”.

عدت من مؤسسة مكوكجي بفكرتين: واحدة تتعلق بالعامل السوري اللطيف والمازح وبكراهية جبران باسيل له. وأخرى تستعيد المثل القائل: من يرى مصيبة غيره تهون عليه مصيبته، وأنني كنت سعيد الحظ لأن سيارتي وقعت طريدة شبيح متمرن وغير خبير بعد، لكنه سيصير محترفاً إذا استمرت الثورة، واستمر في همته وغاراته على السيارات وحرق الخيم والاعتداء على المتظاهرين، سئماً من بطالته المزمنة البائسة، وعبادته الأستاذ الرئيس.

في الطريق إلى بيتي اتصلت بزوجتي، فرحاً بحظي، وودت لو نتعاون في البحث عن عمل ما لمن حطم زجاج سيارتنا؟ وذلك بدل أن يستمر في عطالته التي تدفعه وأمثاله إلى غزواتهم البائسة وإلى عبادتهم الأبأس لرئيسهم “الأخ” القائد في الحركة الميليشياوية.


Warning: exif_imagetype(/home/beirutnews/public_html/wp-content/uploads/2021/11/logo.png): Failed to open stream: No such file or directory in /home/beirutnews/public_html/wp-includes/functions.php on line 3332

Warning: file_get_contents(/home/beirutnews/public_html/wp-content/uploads/2021/11/logo.png): Failed to open stream: No such file or directory in /home/beirutnews/public_html/wp-includes/functions.php on line 3352

Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/beirutnews/public_html/wp-content/themes/newsbt/includes/ads.php on line 173

Warning: Trying to access array offset on value of type bool in /home/beirutnews/public_html/wp-content/themes/newsbt/includes/ads.php on line 174