ساحات الأحد في بيروت.. العودة إلى حضن الثورة

23 ديسمبر 2019
نجح المنتفضون في تجديد صورة التظاهرات الكبرى السابقة (بيروت نيوز)
نجح المنتفضون في تجديد صورة التظاهرات الكبرى السابقة (بيروت نيوز)
beirut News

بينما كان الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، حسان دياب، يستقبل من يدعي تمثيل الثوار، كان اللبنانيون المنتفضون ضد السلطة وضد من كلف دياب يتداعون إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح، منذ الساعة الثانية عشرة من يوم الأحد.

في الصباح كانت بعض المجموعات توزع الهدايا على الأطفال وتوزيع الثياب على المحتاجين. وفي فترة بعد الظهر، بدأ المواطنون بالنزول إلى الساحتين آتين من جميع المناطق اللبنانية. ومع الساعات المسائية، ظهر أن الحيوية عادت إلى وسط بيروت وساحاته، فاحتشد الناس على نحو أعاد تأليف صورة التظاهرات الكبرى السابقة، بعد أيام من الانكفاء. وكأن “الفرصة” التي منحها اللبنانيون للسلطة قاربت على الانتهاء. ومن الواضح، أن عودة النبض لساحات الثورة، شكل مساء الأحد حقيقة سياسية تؤكد أن اللبنانيين لم يرضخوا بعد ولم يتراجعوا. بل ثمة ما يؤشر أن خيار الثورة سيكتسب بعد انتهاء الأعياد زخماً جديداً، خصوصاً مع المؤشرات المخزية للأداء السياسي لأحزاب السلطة و”طبختهم” السيئة لما يسمونه حكومة اختصاصيين ومستقلين.

“سيلفي” في الساحة
رغم الحملة التي شنها الناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي لفضح مدعي تمثيل “الحراك”، الذين التقى بهم الرئيس المكلف، لم تخل الساحة من بعض المتسلقين الذين بدأوا يعدون سيرهم الذاتية تمهيدا للتوزير. فها هي بشرى الخليل التي طرح اسمها لتولي منصب وزاري تحضر مع مصور خاص، لزوم التقط صور من ساحة الثورة! اعتقدت الخليل أن الناشطين نسوا ما قالته للمتظاهرين “خلص نضبّوا”، عندما طلب أمين عام حزب الله حسن نصرالله من جمهوره الانسحاب من الساحات. وربما ادركت أنها لا تملك صورا من ساحات الثورة، بعدما فضح الناشطون الذين كل الذين زاروا دياب صباحاً، خلال فترة اجتماعاته مع ممثلي “الحراك”، وعلى رأسهم الإعلامي محمد نون، الذي فتش في هاتفه فوجد صورة له في ساحة الشهداء شهرها بوجه الناشطين للقول أنه نزل مرة إلى ساحة الشهداء.

المتظاهرون القادمون من الشمال علقوا على الأوتوستراد لأكثر من أربع ساعات. إذ أوقف حاجز الجيش نحو عشرين حافلة عند مفترق المدفون، واعتقل عددا منهم وعاد وأفرج عنهم.

دم السنّة
تجمع آلاف المواطنين في الساحتين مساء. لكن بحضور المتظاهرين من الشمال والبقاع اشتعلت الساحة، وحصل هرج ومرج وتدافع بين بعض المتظاهرين. بعض المجموعات هتفت “عمر عثمان أبو بكر وعلي.. الدم السني عم يغلي غلي” وشعارات مذهبية لإبراز التحدي والفتوة بوجه الذين نزلوا بوجههم الأسبوع الفائت هاتفين “شيعة شيعة”.

بعض العناصر “المندسة” حاولوا افتعال مشاكل للإيقاع بين الطرابلسيين والمتظاهرين. فقد عمد بعض الشبان من البقاع على إطلاق هتاف شيعة شيعة فحصل تضارب بين المتظاهرين، قال البعض أن من اعتدى عليهم عناصر من المجموعات الطرابلسية. لكن أكثر من متظاهر من طرابلس نفوا أي علاقة لهم بهذا المشكل، لافتين إلى أنه حصل بين القادمين من البقاع. وتلى هذا التضارب مشاكل متفرقة عدة افتعلها بعض الطرابلسيين، الملقبين ب”النينجا” (يضعون أقنعة ولا يكشفون عن وجوههم ويحضرون لإفتعال المشاكل) وهم من المندسين، وفق ما قال أكثر من متظاهر أتى من طرابلس.

وعن الهتافات الطائفية أكدوا أن بعض السياسيين أمروا شبيحتهم بالنزول إلى الساحة، لكن المتظاهرين السلميين لا علاقة لهم بهم.
هذه الأجواء المشحونة لم تؤثر على توافد المتظاهرين للتجمع في شارع ويغان للاعتصام أمام المجلس النيابي.

خلت ساحتي رياض الصلح تقريبا من المتظاهرين الذين ذهبوا للتجمع أمام المجلس النيابي وفاق عددهم ألفي شخص، في هذا الشارع الذي بات مقصدا للتظاهر بعد الاعتداءات التي قامت بها عناصر شرطة المجلس النيابي بحق المتظاهرين في الأسبوع الأخير. وهتف المتظاهرون ضد الرئيس المكلف “يالله أرحل يا حسان” وضد بقية المسؤولين، وهتافات أخرى ضد النواب والمجلس النيابي والسلطة والفساد.