“أخوة بعهد الله” أو “شيعة شيعة” طقساً فنياً قاتلاً.. (بالفيديو)

26 ديسمبر 2019
“أخوة بعهد الله” أو “شيعة شيعة” طقساً فنياً قاتلاً.. (بالفيديو)
beirut News

ليلة عيد الميلاد، خرج إلى الفضاء الإلكتروني عمل فني جديد بعنوان “أخوة بعهد الله”. هذا جديد حزب الله وحركة أمل. الثنائي الشيعي يضرب مجدداً، لكن من باب الموسيقى هذه المرة، للتأكيد على أنهما واحد. أنّ الحزب للحركة، والحركة للحزب. جسم واحد، مشروع واحد لطائفة واحدة. هو نشيد فيه ما يكفي من الموسيقى الكهربائية التي تنخر الرأس انطلاقاً من الأذن حتى النخاع، بتراتبيتها وآلاتها وحناجر كورسها. وفيه ما يكفي من عنفوان وتجييش زمن الحروب. وفيه العسكرة البليغة لأنصار الثنائي، وميليشياته وأفواجه وفائض قوته. فيه ما يكفي من النفخ بالذات ونَفَس الاستعراض، بلغة سجعية فيها ما يلزم وما لا يلزم.

 

وحدة اضطرارية
حزب الله وحركة أمل ثنائي. وهذا أمر معروف، أو على الأقل متعارف عليه. لكن يبدو أنّ ثمة حاجة دائمة لإعادة التأكيد على الأمر. عند أي محطة جديدة أو استحقاق سياسي لا بد من تذكير الناس بهذه القاعدة. لا بد من تذكير جمهوري الثنائي بذلك أولاً. على الأقل هذا ما نفهمه من عمل مماثل. وتأكيد الوحدة، مراراً وتكراراً، بمناسبة ودونها، يشي بأنّ الأمور ليست على ما يرام. تأكيد الوحدة أشبه بمتلازمة جمهور أحزاب الطوائف عند وقوع أي حدث، عندما يقول “نحن أخوة إسلام ومسيحيين”. وباستعادة عبارة زياد الرحباني – المختفي منذ 17 تشرين الأول للمناسبة، “إذا كلكن أخوة شوفي لزوم تضل تقولها”؟ لأنها كذب، هكذا ببساطة. ادعاء كاذب تحديداً عندما يصدر عن طائفيين وأحزاب تبحث عن نهش بعضها ولو بعد حين. وهذه وحدة اضطرارية بين الطرفين، بين حزب الله وحركة أمل. الحركة ستصاب بمقتل في حال وقوع الاختلاف. فالحركة راعية التمثيل الشيعي حتى وقت قريب في الدولة ومؤسساتها، أما الحزب فهو مصدر خطاب الانتصارات والقوة. والحزب بدوره، في حال الشقاق، سيكون في مأزق داخل الطائفة التي تمترس خلفها منذ 2005. فلا بديل عن جسم الثنائي.

تأكيد الوحدة يأتي أيضاً في مواجهة “كلن يعني كلن” وتوكيدها. شعار ثورة 17 تشرين شمل الجميع، والثنائي أيضاً. تأكيد وحدة الثنائي في مواجهة توكيد شعار الثورة وما جاء فيها. في انطلاقة الثورة كانت انتفاضة على زعماء أمل أولاً ونواب حزب الله لاحقاً. في الأيام الأولى، تُركت أمل وحدها في الشارع، فأُحرقت مكاتب عدد من نوابها واستراحة صور ومزّقت صور دولة الرئيس. لم يتحرّك الحزب ولا قيادته، ليس ذلك خافياً على أحد. كانت حركة أمل وحدها في الشارع. وحين شمل الهجوم مكاتب نواب الحزب، حلّ العنف والقمع ووقعت البلطجة. من بنت جبيل إلى صور والنبطية وصولاً إلى البقاع. وفي بيروت، إثر الغزوات المتلاحقة، كانت أصابع الاتّهام تشير دائماً إلى جمهور حركة أمل وحده. لكن رايات الثنائي كانت حاضرة، والمدافعين عن الحزب وترّفعه على خوض هكذا معارك أرضية يشيرون في هذا الإطار إلى أنه بإمكان أيٍّ كان رفع علم حزب الله والانطلاق في المسيرات. فكان هتاف “حرامي حرامي، نبيه بري حرامي” هو سيّد الهتافات على جسر الرينغ. وكان لا بد للحركة أن تجرّ شريكها معها إلى ساحة البلطجة، وهكذا حصل.

السراء والضراء
وهنا نفهم هتاف “شيعة” واستعاره أينما حلّ بلطجيو الثنائي. في الحقيقة، الهتاف ليس عبارة “شيعة” مرددة آلاف المرات. بل لازمة “شيعة شيعة” مكرّرة، واحدة للحزب وأخرى للحركة. هكذا تكون الوحدة والعدالة بين الأخوة، والتشارك بكل شيء، وبالسرّاء والضرّاء. التشارك في السلطة والقرار وتقسيم الحصص، وفي البلطجة أيضاً. هما ثنائي الـ”شيعة شيعة” ولا ثالث لهما. والخارجون عنهما خونة وعملاء وأغبياء (بحسب قول أمين عام حزب الله في خطاب ذكرى يوم التحرير في 25 أيار 2015). أما دولة الرئيس فبليغ بعبارة “أنا ونصر الله إنسان واحد بجسدين”. ولهذا هم شركاء في كل شيء، في الانتصار والفساد والبلطجة. تماماً كما حال كل زعماء الحرب الأهلية والسلم الأهلي المزيّف الذي تلاها.

“منحلف هيهات وهيهات رح نبقى قد الحملات”، بحسب النشيد إياه. من القادر أساساً على شنّ حملة على هذا الثنائي بسيطرته المطلقة على الدولة وأرضها؟