انكشفت صلته بمقربين من حزب الله.. فانسحب من الثورة!

31 ديسمبر 2019آخر تحديث :
يقول الزين أنه تعب من التخوين.. فانكفأ (الأرشيف)
يقول الزين أنه تعب من التخوين.. فانكفأ (الأرشيف)
beirut News
ربيع الزين انسحب من الثورة! نقطة لصالح الثوار ومن معهم في طرابلس وكل لبنان.
هذا ما أعلنه الزين ظهر أمس بتسجيل صوتي عمّمه على مجموعات التواصل المشتركة، لكونه لم يعد قادراً على التحمّل. عاجل المحتفلين بخبر انسحابه بتسجيل آخر: “أنا متريّث لبضعة أيام”. تنقصه فقط عبارة “معتكف” ليدخل نادي رجال السياسة، وليحكي لغة الكبار. لا يريد تبرير نفسه ولا الإجابة عن التساؤلات المتواصلة حول ارتباطاته المختلفة والشبهات التي تشوب حركته الدائمة.

تعب من التخوين، فانكفأ. جيد، فهذا يعني تلقائياً أنّ كل البلبلة التي كان يصيرها أينما حلّ ستزول، أو على الأقل ستهدأ. في طرابلس طوّر إشكالاً مع الجيش. في عين الرمانة كاد يشعل فتنة أهلية بجذور طائفية. في جل الديب عمل خضّة لا ترحم. في شارع ويغان في بيروت، افتعل مواجهة مع القوى الأمنية. عند جسر الرينغ سقط منه سلاحه الفردي وأوشك على نقل الصراع بين الثوار والشبيحة إلى مستوى آخر. وبين صراع هادي حبيش-غادة عون وغيرها من الأحداث، جال الزين ومعه مجموعة من “الطيّيبة”. ربيع الزين، لما كل هذه الجلبة؟ مجموعة من الأفراد الذين يندهون له “قائد”. هو ينفي كل ذلك، لكن حجم هذه الاتهامات يجعل منها سهاماً فاضحة لا بد وأن تكشف الزين وارتباطاته.

اجتماع مع حزب الله؟
بعد صولات الزين العديدة، وصلت صولاته إلى اتّهامه بالاجتماع مع مقرّبين من حزب الله في منزل الناشط أحمد الدندشي في منطقة القبة في طرابلس. وحسب الناشطين، حضر الاجتماع الدندشي والزين وعلي دمّر المقداد. واسم الأخير كفيل برسم الشبهات لا بل تأكيدها. كل ما هو مرتبط باسم دمّر المقداد متعلّق بحزب الله. وهذا ما يقوله هو أساساً في مقابلة صحافية. هو مع “المقاومة وفداها”. يقف أمامها في الصفين الدفاعي والهجومي الأول. يقول إنه منها وهي منه، في حين أن حزب الله لا يعلّق.

وتقول رواية عدد من الثوار في طرابلس، إنّ الزين والدندشي اجتمعا مع المقداد وهو مقرّب من حزب الله، ويمثّل حالة موجودة في ساحتي بيروت، ترفع شعار العفو العام. وبينما تصطدم هذه المجموعة بشعارات العدالة والقانون والمؤسسات في بيروت، يبدو أنّ مهمّة الزين كانت توسيع رقعة نشاطه. فالرجل يبحث دائماً عن تبني القضايا والعناوين تحت لواء الدفاع عن المظلومين والمحرومين. فيمكن لقضية مماثلة أن تتماشى بشكل كامل مع سياق جولاته والبلبلة التي يحدثها، بحثاً عن التغطية الإعلامية حيناً والبروز في صورة الثائر الشامل حيناً آخر.

وتقول رواية أخرى إنّ المقداد مقرّب من جهاز أمني، وهو ما يرسم علامات استفهام أخرى عن سبب هذا اللقاء وعلى التنسيق فيه. وسارع الزين قبل ساعات من إعلان انسحابه من الثورة، إلى تبرير الاجتماع، مع تأكيد عدم علمه بهوية الحاضرين، ولا ارتباطاتهم. وهو الأمر الذي يثبّت وجود التباس في “لقاء القبة”. موضحاً أنّ الاجتماع جاء في إطار تنسيق التحرّكات وتفعيل التواصل بين مجموعات الثوار في المناطق. كل هذا لا ينفع، فشيوع لقائه مع شخصيات مرتبطة بحزب الله أو مقرّبة منه، أصابه في مقتل. فتريّث.

عروس مسورة
بعيداً عن “لقاء القبة”، وعن وجود ممثلين أو مقربين من حزب الله أو عدمه، سرّ القسم الأكبر من الناشطين في طرابلس أمس بخبر “اعتزال” الزين مهنة النضال. بدا وكأنهم تحرّروا من هذا العبء الجاثم على صدورهم. هو في الأساس، بحركاته البهلوانية والتحريضية، عنصر غير منضبط يعمل وفق أجندة مجهولة في الشكل، لكن معلومة في المضمون: زعزعة وحدة من هم على الأرض، علّ من على الكرسي يعيد ترتيب صفوفه. ويبقى القلق لدى الثوار الطرابلسيين من ردود فعل انتقامية يقوم بها الزين ومن معه، لتخريب ساحة الاعتصام في ساحة النور. وهو أمر ليس بعيداً عن أي مخرّب مغتاظ، ولو أنه يكشف تماماً مهمة الزين ومجموعته في ساحات الثورة.

هو اليوم منكفئ، فخفتت كل الضوضاء التي أثارها منذ تشرين الأول 2019، عساه يعتكف بجد، حتى تلفظ ساحات الثوار المخرّبين وعملاء السلطة و”عواينيتها”. ربيع الزين، لما كل هذه الجلبة؟

المقالات والآراء المنشورة في الموقع والتعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي بأسماء أصحـابها أو بأسماء مستعـارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لموقع “بيروت نيوز” بل تمثل وجهة نظر كاتبها، و”الموقع” غير مسؤول ولا يتحمل تبعات ما يكتب فيه من مواضيع أو تعليقات ويتحمل الكاتب كافة المسؤوليات التي تنتج عن ذلك.