المرأة في المجتمع الشرقي، بين الرجل ومنظمات حقوق المرأة… أيهما الأقوى في حمايتها؟

5 يناير 2019
beirut News

نعمت الرفاعي

المرأة في المجتمع الشرقي، بين الرجل ومنظمات حقوق المرأة… أيهما الأقوى في حمايتها؟

من أين نبدأ من قانون حماية المرأة من سطوة الذكورة، أم حمايتها من المجتمع اللامنصف؟ أم حمايتها من نفسها من امرأة مثلها تماما ولكنها تخلت عن أنوثتها؟!

مع ارتفاع عدد قتلى النساء في المجتمع اللبناني ووصولها لأعداد خطيرة بين عامي ٢٠١٧ حيث سجل عدد قتلى النساء عبر العنف الذكوري إلى ١٢ حالة، ووصولها إلى نهاية العام الفائت ٢٠١٨ إلى ٢٧، لذا يجب فعلا أن ندق ناقوس الخطر…

مع العلم أن هذه الظاهرة تجلّت وبدأت تخرج للعلن مع بداية العام ٢٠١١، وبدأت ترخي ظلها الثقيل في ٢٠١٣ مع المرأة العكارية رولا تلتها أعداد كبيرة منها ما خرج للإعلام ومنها قُتل الخبر مكانه كمقتل المرأة تماما. رولا وبعد خمس سنوات من مقتلها خرج زوجها من السجن العام الفائت للأسف بريئا مع قوانين مستخرجة من رحم القوانين الفرنسية. لا حقوق للمرأة في بلدي فهي تابع إما لأبيها، وإما لزوجها.

ولكن السؤال الحقيقي يكمن، لماذا ترتفع هذه الأعداد مع ظاهرة منظمات حقوق المرأة؟ ألا يجدر أن تقلص هذه الجمعيات من الأعداد المتزايدة ورصدها ومتابعتها؟ ألا يجدر بهكذا جمعيات أن تكون فعالة ومدعومة من وزارتي الشؤون الاجتماعية والداخلية؟
لماذا الخوف من دعم هكذا جمعيات إن كانت فعلا مراقبة من الدولة وتضع بصمتها على الأرض؟
هل تعمل هذه المنظمات فعليا وواقعيا على الأرض بعيدا عن مراءاتها لأفعالها والمباهاة بزيف الكلام؟
فقبل أن نعد هذا التقرير فتحنا اشكاليات عدة منها.

إن كان يمكننا اعتبار أن منظمات حقوق المرأة، تزيد في وحشية النظام الذكوري؟ فجاء الرد صادمًا معتبرين أنها تزيد الفجوة ما بين الرجال والنساء،
وبهذا الصدد فتحنا استفتاء لنعرف هواجس الناس من هذه الجمعيات عبر صفحتي اتحاد شباب لبنان وبيروت نيوز، فكان النتيجة أن ٦٩% من اصل ٧٤ صوتا قد صوتوا لزيادة الوتيرة بين المرأة والرجل مقابل ١٨% من الذين صوتوا أن أنها تخلص المرأة من العنف و١٢% الأخرى يدعون أنها تزيد القمع ضد المرأة…

حقوق المرأة ومنظماتها، فجاء التصويت أن ٦٠% من أصل ١٢٢ صوتا من الرجال الداعمون لهذه الجمعيات هم مزيفون مقابل ٤٠ بالمئة…فكانت آراء الناس متفاوتة بين رجال ونساء…
وكانت الإشكالية الأهم هي تساؤلات الناس حول هذه الجمعيات ونشأتها وتأسيسها ومن وراءها؟ أهي جاءت لدعم المجتمع أم لهدمه؟ هل ستخوض هذه الجمعيات حربا في المستقبل مع المجتمع الشرقي أم أنه سيتقبلها؟

هل هي لدعم المرأة فعلا؟ أم لخلق قوى خفية مهيمنة على الرجل؟ لما يخشى الرجال هكذا منظمات؟ هل فعلا أن هواجسهم تصب حول نوعيتها وتأسيسها أم أن الخوف يأتي من اكتساب المرأة القوة التدريجية وطمس معالم الرجل رويدا رويدا، واختفاء شخصيته القوية وعدم قدرته على ابراز قوته وهيمنته على المرأة؟

هل الرجل الشرقي في حقبة ٢٠٢٠ مازال لديه هواجس القوة والسيطرة على المرأة كما في سالف الأزمان؟
إن كانت المرأة قديما تعد أنها من ممتلكات الرجل الخاصة ويحق له التصرف بها كيف يشاء عبر القوانين القديمة، هل مازال الرجل يعتبر أن المرأة من أملاكه للسيطرة والتنمر والازدراء، أو حتى عن طريق تقليل شأنها؟
لعل أغلب الرجال يخشون على محيطهم، من تداول أفكار غير معتادة خارج الأطر الشرقية، وهذا الهاجس الطبيعي لكل رجل، فأساس المجتمع المرأة والدين وهما الركيزة التي يعتمدون عليها في تآسيس الأطر الاجتماعية، فأي رجل يخشى الانحراف على ذويه، وبحجة حمايتهم يسطون تحت القمع..

فالمرأة قوية من سالف أزمانها فهي تعطي القوة لوليدها لمجابهة أصعب الظروف وأعثاها وحتى ضد امرأة أخرى، ولكن هل يكمن الخطر من المنظمات وعدم تحبيذه لها فقط لأنها تحرر المرأة منه؟ الجواب ليس ببساطة كبيرة، فللرجل خوفه أن يفقد نفسه كحضن لاجئ تحتمي به المرأة، وتأتي هذه المنظمات لتسلبه مميزاته وزرع أنماط التحرر الفكري…
ولكن هل تعمل المنظمات فعلا على تغيير واقع المرأة وإن كانت فعلا تعمل فهي يجب أن تعمل على هذه الأمور.

* توعية الفتاة عبر “اختيار موفق لشريك الحياة” هذا ما قد يجنبنا الكثير من الأسى في المستقبل وخاصة توعية المراهقات.

*الحد من ظاهرة (الشليفة) فهذه الظاهرة تجعل الأهل يبتعدون عن الفتاة وتصبح تحت سطوة الرجل وقمعه يمارس عليها كل أنواع الذل والقهر.

*توعية الأهل من ناحية أخرى، وخاصة بعد ظاهرة (ما تبهدلينا، روحي لعند زوجك صالحيه نحن مش أد هالجرصة). فتوعية الأهل ضد هذه الأفكار العقيمة، تحد كثيرا من قتل النساء حيث يتفرد الرجل في حكم المرأة..

*إنشاء حملات سنوية من قبل هذه المنظمات للمدارس للإرشاد النفسي، للحد من هذه الظواهر وتقليص حجم النفور من المنظمات أولا، والتوعية أن نجاح المرأة لإثبات ذاتها ليس لتحدي الرجل…

*لذا كان لا بد أن نقول كلمتنا، حول هذه الهواجس وكشف الستار عنها ولتؤخذ بعين الاعتبار كل هذه التساؤلات عبر الجهات المعنية بها..