“جمعة الغضب” يكرّس سيطرة الثورة على الشارع

18 يناير 2020
اعتصام مسائي أمام مصرف لبنان
اعتصام مسائي أمام مصرف لبنان
وليد حسين
وليد حسين

تستمر الاحتجاجات وقطع الطرق لليوم الرابع على التوالي في أسبوع الغضب، للاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية والمالية والحكومة المرتقبة.
وكما الأيام الفائتة اعتصم العشرات أمام المصرف المركزي في شارع الحمرا، بدعوة من مجموعة “شباب المصرف” مساءً. وانضم إليهم ناشطون ومواطنون. وبعدما رمى أحد المتظاهرين قنبلة “مولوتوف” على المصرف تقدمت مكافحة الشغب نحوهم فعملوا على ورشقها بالحجارة وإلقاء المفرقعات. وحضرت تعزيزات كبيرة من الجيش اللبناني واستخباراته وانتشروا في كل الطرق وأمام المصارف.

لا صدامات
وانطلق المحتجون في مسيرة إلى أمام منزل فؤاد السنيروة في شارع بلس، ومشت قوات مكافحة الشغب خلفهم ولم تتدخل لمنعهم من وضع حاويات النفايات وحرقها في وسط الشارع. وعاد المتظاهرون أدراجهم إلى أمام المصرف، وهتفوا ضد وزيرة الداخلية والقوى الأمنية التي بدت أنها أعطيت أومر صارمة بعدم التصادم مع المحتجين.
والملفت أن بعض المصارف في شارع الحمراء عمد إلى وضع أبواب حديد مكان تلك الزجاجية تفادياً لتحطيمها، شبيهة بتلك التي كان يحصن بها التجار مخازنهم أيام الحرب، وقبل الزجاج السميك والإضاءة التي تظهر التجميل الداخلي للمصارف والبهرجة، للفت نظر الزبائن.

انضمام الجسم الطبي
وبدأ اليوم الرابع لاحتجاجات أسبوع الغضب في بيروت منذ ساعات الصباح الأولى بقطع طريق الحمرا عند برج المر وجسر الرينغ، الذي بات رمزاً للاحتجاج منذ اندلاع ثورة 17 تشرين. وانضم إلى المعتصمين عدد كبير من الجسم الطبي في مستشفى أوتيل ديو، بقمصانهم البيضاء، انطلقوا في مسيرة من أمام المستشفى.

وتزامن اعتصام الجسم الطبي، الذي شارك في معظم احتجاجات ثورة 17 تشرين، مع أزمة المستشفيات والطبابة في لبنان. إذ باتت تعاني من نقص حاد في المعدات والمستلزمات الطبية، ومن عدم دفع الدولة مستحقات المستشفيات الخاصة، التي تضاف إلى عدم دفعها مستحقات المنظمات الدولية، التي باتت مادة لتندر الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، مع انكشاف عدم دفع مستحقات منظمة العمل الدولية، كما حصل مؤخراً مع منظمة الأمم المتحدة.

من وسط بيروت إلى الرمل العالي
إلى قطع جسر الرينغ، دعا الناشطون والمجموعات إلى اعتصام أمام المجلس النيابي. وتجمع المئات. وردد المتظاهرون هتافات ضد “مجلس الحرامية”، داعين الشعب اللبناني إلى “دعوسة الحكومة والمجلس”، وهتافات وشتائم ضد كل السياسيين والمسؤولين.

ورغم انضمام معظم المتظاهرين الذين كانوا على جسر الرينغ إلى هذا الاعتصام، واستمرار بعض الأفراد بالبقاء عنده، لم تلجأ القوى الأمنية إلى فتح الطريق، بل غابت بشكل تام عنه. كما لو أن الليالي السابقة التي شهدت عنفاً مفرطاً ضد المتظاهرين جعلت القوى الأمنية تتراجع حتى عن التواجد على الطريق.

إلى ذلك، عمد محتجون في منطقة الرمل العالي على قطع طريق المطار بالإطارات المشتعلة، احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي والأوضاع الاقتصادية، ولم يستمر التحرك لأكثر من نصف ساعة. إذ عمدت البلدية ومخابرات الجيش على فض الاعتصام بالتفاوض مع المحتجين.

المصدر المدن