…وفخر الدين واحد منن

28 فبراير 2020
…وفخر الدين واحد منن
عماد موسى
عماد موسى

نزل فخر الدين المعني الثاني الكبير إبن قرقماز من عيني. الصورة الملتصقة به أنه كان شاباً طموحاً وقوياً، أسس لفكرة لبنان القوي وقد أحاط نفسه، بمستشارين أقوياء وأوفياء وذوي مؤهلات مستلهماً تجربة جبران باسيل، وكان فخر الدين “ماشي متل الساعة” مع القسطنطينية يدفع الضرائب على فتوحاته على الوقت فيما كان يشتغل من تحت لتحت مع ممثلين عن دوق توسكانا الأكبر ضد العثمانيين، ونتيجة مشاكل مع الدولة العلية سافر عند أخيه قوزما بن ميديتشي فأنزله في “القصر العتيق” Palazzo Vecchio وهو من أجمل قصور أمراء توسكانا. بعد 5 أعوام عاد فخر الدين إلى لبنان بمشروع إصلاحي وتوسعي وحداثوي فعمل على بناء دولة حديثة وقد أعد مشاريع لمحاربة الفساد وضمان الشيخوخة وحلم بإنشاء أكاديمية الإنسان للحوار والتلاقي، وعدا دود القز كان تفكيره منصباً على البلوك رقم 4.

فخر الدين زرع وغيره حصد.

لطالما اعتقدتُ أن فخر الدين كان فخر القيادات اللبنانية، بأساً ورؤية مستقبلية وعلماً ونظافة كف، لكن عيسى اسكندر المعلوف كشف أن المير عندما حوصر في إحدى المغاور، فاوض الكجك أحمد وحاول رشوته لكن الأخير “استصفى اموال المعني وعقاراته بحضرة قاضي القضاة في دمشق وعلمائها واعيانها فكانت النقود قليلة. واما العقارات والارزاق والامتعة والحلى النسائية والاواني الذهبية والفضية وادوات القتال والحرب فكانت وافرة ثمينة فحمل الكجك ما استطاع حمله منها وكتب بالباقي صكاً وعاد الى دمشق “ولم يعلم الكجك أحمد أن فخر الدين هرّب إلى توسكانا سندات يوروبوندز وأموال جبايات بما يفوق قيمته مئات الملايين من الدولارات، وأودعها مصرف جبل الرحمة Monte Di Pietà، في العام 1616، لصرفها على اللوبي اللبناني الضاغط لإقرار قانون محاسبة العثمانيين.

عشنا ورأينا أولى بوادر استعادة الأموال المنهوبة في العهد القوي، ومن المتوقع أن يستدعي القاضي علي ابراهيم الأسبوع المقبل بناء لإخبار مقدم الى “أو تي في”، دوق توسكانا. وكل من تظهر عليه شبهة من ورثة الكجك أحمد الذي استولى على أموال الأمير وعلى 3 بنايات يملكها في الرملة البيضا، كما ستطال تحقيقات ابراهيم المتورطين من بيت فخر الدين. وعلمنا أن المدعي العام المالي سطّر كتاباً إلى الأنتربول لاستجواب حاكم البنك المركزي التوسكاني رياض ميديتشي وإبلاغ قوزما الثالث عشر بوجوب المثول أمام المباحث الجنائية في جرم وضع اليد على أموال تخص الدولة اللبنانية وتستطيع الثورة أن تحيي يوماً في المناسبة مجددة شعارها كلّن يعني كلّن وفخر الدين واحد منن مع الرجاء عدم التعرض بالـ “هيلا هيلا هو” للست نسب.

يلفت “موقع بيروت نيوز” الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

المصدر نداء الوطن