“تتصبّح” بحَمَد. “تتمسّى” بحمد. تتغدى بصحبة حمد. ومع حمد تتعشّى. مع حمد يبدأ النهار ومعه تودع يومك في نشرة منتصف الليل. ولا يقبل حمد إلاّ أن يرافقك إلى غرفة نومك ويغطيك. وإذا كان نومك صعباً في زمن الحجرِ والقهر يروي لك حمد قصة “بائعة الكبريت” أو حكاية ” السلحفاة والأرنب” كي تغفو.
إن عطستُ في مكاتب “نداء الوطن” يسمعني حمد حسن في بئر حسن، وإن قال مواطن آخ يا زلاعيمي في حوش الحريمي ينشغل بال وزير الصحة ولا يرتاح باله إلّا عند سماع صوته الرخيم. لا يهدأ حمد. لا يتعب. سهران على صحة مواطنيه، كل مواطنيه، وأكثر شعار لابس وزير “حزب الله” لبساً، هو وفريق عمله: ما بينعسوا الحرّاس.
رافق حمد طاعون الكورونا، استيراداً واحتضاناً وتفشّياً وبي سي آراً وانتشاراً وحصاراً وعزلاً. وحمد بعكس سلفه جميل، ليس كتوماً، ولا سكوتاً. يصارح الناس، يوجههم، يشرح لهم، ويطل عليهم يوماً بكمامة ويوماً بلا كمامة، يوماً بلوك سبور شيك، ويوماً بلوك أخ مجاهد،. قامت على حمد القيامة يوم حكى همساً بعزل قضاءي جبيل وكسروان، ويوم قال أن وقف استقبال الطائرات الإيرانية يحتاج إلى قرار سياسي. ومن يوم إلى يوم بات واحداً من نجوم “السوشيل ميديا” والتلفزيون، وقد كُتب عن كنبة معاليه المزركشة في صالون متواضع، أكثر مما كُتب عن إبداعات شمس الغنية اللبنانية “اللي ما عم تشوف الشمس”.
وفي الساعات الأخيرة راجت صورة لحمد بلحية غير مهذّبة، والتعب باد في خطوط جبينه، وحول عينيه فكرجت المدائح للوزير الآدمي (صفة إستثنائية) الشغّيل الكادح المكافح الطيب المتفاني…ألخ، وألهم جبين حمد شاعر العهد الأول فامتدحه وألّهه قبل أن يتكشّف للقاصي وللداني ومن بينهما، أن صورة حسن خضعت لعملية فوتوشوب تكللت بالفشل.
إحتلت صورة حمد صدارة الإهتمام الشعبي، لكن صورة ماريان حويك، “المستشارة التنفيذية الممتازة” لحاكم مصرف لبنان طغت على صورة حمد، وأعتقد أن السيدة الجميلة، كما تشي سيرتها الذاتية، لم تتدرج في السلم الوظيفي، بل فرضت نفسها في مصرف لبنان، بما لديها من شهادات وصفات قيادية، رقماً صعباً قبل اقتصاد المعرفة الرقمية.
قيل أن ثروة المستشارة حويك بالملايين، وحساباتها مفتوحة في أقاصي الأرض، وفي الجزر النائية، لا أحسدها على صيت الغنى وفعل الثراء. ولو قيّض لي امتلاك مواهب شعراء البلاط، لكتبتُ لماريان قصيدة متأخرة 17 سنة، يوم كانت يومياً تحت ناظري منافسةً على لقب ملكة جمال لبنان في إطار تلفزيون الواقع. فبين صورتي حمد وماريان هل يمكن للواقع في الحجر أن يختارالتحديق بصورة حمد؟