إستبدال الكتب المدرسية… هل من حل؟

12 سبتمبر 2020
إستبدال الكتب المدرسية… هل من حل؟
د. أنطوان الشرتوني
د. أنطوان الشرتوني

إنّ الحالة الإقتصادية مزرية في وطننا لبنان، وأسبابها حتى يومنا هذا غير معروفة، حيث كل فريق سياسي يتهم الآخرين بـ»إفلاس» الدولة. وهذه الحالة التي يعيشها كل لبناني، يشعر بها الأطفال أيضاً. خلال بضعة اسابيع، يرجع أطفالنا إلى مقاعدهم المدرسية.

وها قد بدأت الإستعدادات وأهمها شراء الكتب أو استبدالها بسبب الفقر عند معظم الشعب اللبناني. قفد يصل سعر كتاب إلى أكثر من 200 ألف ليرة لبنانية.

قصة هذا الأسبوع عن كيفية التفسير للطفل عن استبدال الكتب مع أطفال آخرين. بطل القصة «هادي» سيستبدل كتبه، وسيتعرف الى تلامذة جدد.

قراءة مفيدة لأطفالكم ولكم على حد سواء.

إستيقظ «هادي» منذ الصباح، فهو لم ينسَ أنّ والده قد أخبره البارحة أنه سيرافقه إلى المدرسة.

ولكن لمَ سيذهب «هادي» إلى المدرسة التي ستفتح أبوابها الأسبوع القادم؟ طرح السؤال على أبيه:

– لأنّنا يا «هادي»، وبكل بساطة، اليوم سنستبدل كتبك القديمة بكتب جديدة ستتعلم بها خلال هذه السنة الدراسية الجديدة.

تَحمّس «هادي» جداً لهذه الفكرة، وقال:

– هذه هي المرة الأولى التي أستبدل فيها كتبي يا أبي. ولكن مع من سأستبدلها؟

إبتسم الأب لطفله الصغير وقال:

– يا «هادي» لا أدري من سيأخذ كتبك. ولكن، سنعطي كتبك لتلميذ هو بحاجة لها. كما ستأخذ أنت كتباً من تلميذ ما وتتعلم بها هذه السنة.

سكت «هادي» وكرر الفكرة في رأسه، وهي:

«سآخذ كتباً من تلميذ أكبر مني صفاً واحداً، وسأقدم كتبي الحالية لتلميذ أصغر مني صفاً واحداً». ثم التفت الى والده، وقال:

– إنها فكرة رائعة يا أبي! يمكن أن أعطي كل كتبي وأن أختار الكتب التي أنا بحاجة إليها.

قال «هادي» متحمساً، وأضاف:

– ومن سيدفع المال؟

إبتسم الأب مجدداً لـ»هادي» وفسّر له:

– يا بني، هذا هو هدف هذا اللقاء. اليوم لن تفتح المدرسة أبوابها إلا لاستبدال الكتب. بسبب الأحوال الاقتصادية الصعبة التي يمر بها لبنان، لا نستطيع شراء كل شيء نرغب به.

لذا، سنستبدل كتبك للسنة الفائتة بكتب السنة الدراسية الجديدة. وبالتالي، لا أدفع مالاً لأحد ولا أستلم مالاً من أحد.

توجّه «هادي» مع والده إلى المدرسة، حيث كان هناك الكثير من الأهالي الذين أتوا جميعهم لاستبدال الكتب. ورأى «هادي» رفاق صفه، ولكن للأسف لا يستطيع أن يعانقهم أو يسلم عليهم أو يقبّلهم… فقط سلام مع احترام للتباعد الإجتماعي.

وبعد السلام والكلام، حان وقت استبدال الكتب. وبعد وقت قصير، كان بين يديي «هادي» كتبه التي سيستعملها هذه السنة. نظر إلى أبيه وشكره ثم قال له:

– أنا أعرف أنها ليست كتباً جديدة، ولكن لا يهم. المهم أن هذه الكتب سترافقني هذه السنة وسأدرس بها، وأتعلم أشياء جديدة. كما سأحافظ على جميع كتبي. والسنة القادمة سأستبدلها بكتب أخرى.

عاد «هادي» مع والده إلى بيته متأبّطاً كتبه.

إستقبلتهما الأم وأخته «جنى» بكل ترحاب، وأخبر الطفل والدته بكل ما حصل معه، كما أخبرها كم هو متشوّق لبدء السنة الدراسية الجديدة.

المصدر الجمهورية