مرفأ العشاق

8 نوفمبر 2020
مرفأ العشاق
beirut news
براءة جميلة برغل

لحقيقة ترسو على شاطئ قلبي ،
إنّه من استطاع أن يكون ربّان سفينتي رغم صعوبة الامتحان ، إلا أنّه استطاع اجتيازه بنجاح .

صحيح لكلٍ منا موهبة في الحب ، لكنّ أصاب الايجابات ، وكأنّه يعلَم ما في وجداني من حكايات.

في البداية ، كنت أراقب فلسفته الجميلة التي اعتدت قراءتها كل صباح ، بانتظار جميل الكلام المُباح.


من كل حرف يتألّق الإبداع ليشكل كلمات لؤلؤ تزنيّن لوحة عبارات الحب والهيام.


لرغبةٍ سكنت كياني ، استملكت عقلي ووجداني ، انتابني الفضول لمعرفة من أتاني ، تسري حروفه في شراييني وأضحى لقياه إدماني
“أعشق ما تكتب وأصبح قلمك ظلي وعوّض حرماني ”
هذا ما نطق له به لساني، وما استطعت السيطرة على كتماني .


دخلت عالمه ، غرقت في ذاته .


هاقد وضع إشعاراً آخراً . فأجبته عليه بمثيله لعله فهم عليّ،  انتهى هذا اليوم الكئيب من دونه ، ومازلت انتظره بفارغ الصبر والقوة،  صباح جديد ، ذات الإشعار ، ولكن الفرق أنني لم استيقظ مرتاحة ، وكأن قلبي شعر بما سيحدث ، ها هو ينبض بألم ، وعليه حرارة تولد غصة في طريق أنفاسي.

تراه مِن مَن يتهرب ؟ لماذا كل هذا الارتباك؟
إني أعلم أنه في حال لا يحسد عليه ، وأعلم انه يبتعد عن الحديث .

لكن سوف أنتظره بفارغ الصبر ليهدى، ونعيد أحاديثنا لانني اشتقت لشباك حروفه.

نعم تكلمنا ، لكن عدد الكلمات كانت قليلة ، كنت أريد أن أبقى بين هذه الكلمات ، لكن ليس هناك وقت لديه لأن شعاره مازال فعّال .

مرّ نهار كامل ، لم نتحدث ، لم أمسك هاتفي لأنني أعلم نتيجة انتظاري .

صدح ضوء الصباح التالي ، وتشجعت لنتكلم ولكن هروبه كان واضحا.

ها أنا في الحرب التي أريدها ولم أفعل شيئا سوى الانتظار
في ظل توَهاني بين الكتب التي قد قرأت. بات يلاحقني شعور الخذلان.


أشعر بأني ما بين بابين كلاهما يحاصراني، لا أمل بينهما .


أم أنّه مختبئ خلفهما ؟ لا أدري .
ولكني لا أريد خسارته، هروبه يشعرني بإفلاسي .

مالي أراه يتحادث مع الكثير ، ليثير بركان غيرتي من فيض الكلماتِ ؟
الخسارة قد قربت ورغم ذلك احاول بكل اجتهاد الابتعاد عنها ،لأن تواضع قلبي يريده ويهواه ، في حين اني أخاف عليه، لا أريد البكاء .

ولا يخفف شيئ عني من العناء .لأ يح بالاً بالفكر فاض ألجأ بنفسي إلى الدعاء ، لأبوح بسري لله خالقي رب العباد ، فيحدثني ليطمئن قلبي من خلال سجودي ، كم انه شعور جميل .

كم ان هناك قصص لا نستطيع البوح بها لغيره تعالى.

في صباح الشوق لا أفكر بمحبوبي ، لأنه دائماً في خيالي ، وياليته يعلم بما ينزف قلبي من مشاعر تحمله لبحور كلمات اشتاقت لرقيّ حروفه.


لروح تبعث له رسائل مفعمة بالقبل المتناثرة بين اريج الأزهار.


إلى متى هذا التهرب؟ إلى متى سوف أبقى في حربي؟
بدأت كلماتي تعتاد مواجهة هروبه.

لم يحن الوقت المناسب وأنا في انتظاره لنبدأ هذه الحرب سويا،  كسبت فرصة الكلام ، ولكن عجزت عن هذا.

لا أعلم ماذا أصابني.

حاولت ، أصابني التردّد ، لا اعلم ماهية شعوري ، لكن راحة قلبي كانت لا توصف في حديثنا.

أما عن صديقي الخذلان ، فكان يتمتم قائلاً : “إنه لا يريدك يبتعد عنك” .

ويبدا الهوس الأكبر ، ماذا بعد؟ مرة تلوَ الأخرى ، قلبي يذهب إليك ليطمئن عنك من خلال الصور ليحتفظ بك أنت وحدك .

اريد ان احاول التحدث مرة أخرى لأتنزّه بين حروفه ، وأفتش عن باب الأمل الذي لم يظهر بعد .

أريد التقرب أكثر ، أريد المحاولة أريد الفوز به.

لا يهمني ماذا سيجري فبمقاومتي سأكسب كنزاً ثميناً يحلم به الكثير ، ويفوز به شخص واحد فقط .

ها أنا ذاهبة إلى سجادتي ، للبوح مرة أخرى إلى الله للاطمئنان وللراحة الواسعة التي تنتظرني هناك بعد سجودي.

لقد ألهمني الله بأن أقول مافي قلبي. ذهبت إليه ومهدت له القصة لأخبره ، كنت في إرتباك عميق ، ومن ثم أرسلتك يا قصتي إلى صاحبك العزيز التي كتبتكِ من ورائه.

انتظرت بعض الوقت ، حاولت إلهاء نفسي بين الناس. لم أكن خائفة من طريق اختاره الله لي، وأنا سرت به.


وها قد حان وقت الحرب التي بدأت بها .


تجهزت احرفي للمواجهة ، وكانت بمنتهى التواضع لأنها قوية وتعلم ماذا سوف يحدث.

ذهبت لأرى ما هو الجديد ، فكانت علامة الصمت خير تعبير عما يخالجنا من خوف.

سألته : هل أعجبتك قصتي ؟
ردّ مستغرباً : لماذا هذه القصة ؟
_لماذا أنا ؟
_هذا القدر
_ها قد حصل ما أخاف منه .

_لا تعرها اهتماماً أنها مجرد خواطر
تداولنا الكثير من الاحاديث ، لكن الحدث الأعظم هو أنني لم أحزن على شيئ إطلاقا، بل ارتحت كثيرا لما جرى من تبادل للكلمات والنظرات .

وهذا بفضل الله والأهم أنني تغلبت على مخاوفي ، وكنت أنا الفائزة .

فزت بصديق وقلب ليس له مثيل وأتمنى له السعادة الدائمة.

أهديك يا صديقي ذو القلب العظيم دعاء راحة بالك وسعادتك في الدنيا والآخرة.

المصدر خاص بيروت نيوز