حال لصديقتي يشبه حال العديد من الاهالي الذين بات هاجس فقدان السيولة وعدم التمكن من شراء الضروريات يقلق راحتهم، فالمواطنة فدوى التي حولت مطبخها الى ما يشبه الدكان الصغير حيث كدست المواد الغذائية والمعلبات والمونة تقول انها تشعر بالقلق حيال تدبير امور بيتها وتسأل نفسها يوميا السؤال المقلق ماذا لو لم يعد لدي المال في المنزل ولم اتمكن من السحب من المصرف؟.
قلق المواطن بات مشروعا وضاغطا في ظل الاوضاع الراهنة، فلا الموظف يقبض راتبه كاملا ولا صاحب العمل الحر يستطيع تحصيل اتعابه، حيث تؤكد فيفيان وهي صاحبة مشغل انها سئمت من الاتصال بزبائنها لدفع ما يتوجب عليهم من تقسيط، حيث الجواب نفسه على لسان الجميع “لم نتمكن من سحب اموالنا من المصرف”، فيما عليها ان تدفع للمؤجر وللتاجر الذي تشتري منه المواد الاولية وللعاملين في مشغلها.
لم تعد تنفع الا الصلوات تقول ريما التي يترتب عليها سندات منزلها المقسط للمصرف، فهي تخاف ان تمنعت عن الدفع ان يضع المصرف يده على مأواها ومأوى اولادها، وان دفعت ما تبقى لديها من معاش زوجها المصروف من العمل كيف ستؤمن قوت اولادها بحال لم يجد عملا اخرا؟.
اوضاع الناس مبكية وتكفي جولة سريعة بين الاحياء والازقة لاكتشاف مدى الوجع الذي يعاني منه المواطن بكل اطيافه حيث لسان حال الجميع ماذا بعد؟.
ان الشكوى لغير الله مذلة يقول مالك متجر البسة في زغرتا، كاشفا انه بصدد الاغلاق، وان جاره بائع الاحذية على الطريق نفسه فيما العديد من المحال “وضعها يبكي”، متسائلا ماذا سيحل بنا في ظل العطب في الدورة الاقتصادية ما سيقودنا الى الافلاس والتسكع على ابواب السفارات او التشرد في بلدن؟..
لا نعرف ماذا يخفي لنا المستقبل يهمس احد الاطباء، كاشفا ان النقص في المستلزمات الطبية بات فاضحا ولا يمكن الاستمرار على هذا المنوال.
يبقى انه بعيدا عن السياسة والسلطة والحراك والثورة والاستلشاق المتزايد بالناس واوجاعها لا بد من طرح السؤال الى اين المصير؟.