تشكيلة الحريري ثابتة: بوجه العهد ووقاحة الحاشية…

19 يناير 2021
تشكيلة الحريري ثابتة: بوجه العهد ووقاحة الحاشية…
عمر غسان العاكوم
عمر غسان العاكوم

في خطوة متوقعة سُجلت متأخرة لموقع الرئاسة الثالثة بعد التسريب الشهير الذي حوّل جغرافية الرئاسة الاولى الى “فرن” تحكمه “لئلئة نسوانه”، كرجت عجلات رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب، نحو بيت الوسط للقاء زعيمه في زيارة رُتبت قبيل زيارة الحريري الى باريس وبعد قدومه من ابوظبي.

حسان دياب الذي أيقن أن فخاً قد نُصب ملحقاً ضرراً بموقع الرئاسة الثالثة من دون شخصه، وهو الطامح لانتصار يتيم يخرج به من السراي الحكومي ليحضر به نادي الرؤساء السابقين، وُهب فرصة غياب الحريري عن لبنان لتكون حجة لعل فرج الله قريب، فحجر دياب واحد امام عصفور يجعل منه ناظراً يعاقب من اسقط حكومته من لسانه، ومن حاول “تلبيسه” قضية المرفأ معتكفاً عن تصريف اعمال العهد، وعصفور آخر يفرض عليه أن يطيع من أعطاه حق الولاية على كرسيه.

يُخرج الرئيس بري، “ارنباً” عوضاً عن العصافير هامساً لدياب بضرورة زيارة بيت الوسط للحفاظ على كرامة رئاسة الحكومة ورد الجميل لصاحب الأمانة والتضامن مع الحريري. فكان اللقاء ظهر اليوم بمثابة تأكيد لثباتة الرئيس المكلف عند مواقفه المعروفة والواضحة، قاطعاً كل السبل امام الاصوات المتعالية من حاشية “الفرن” المذكور بأن لا تنازل ولا حل الا بالتشكيلة الحكومية المقدمة لأعين فخامة رئيس الجمهورية الساهرة على حفظ الدستور وصون البلاد والتي اعياها ثقل المسؤوليات فغفلت _ ربما _ عن بعض التفاصيل، فتناست مسودة التشكيلة رغم اضطلاع مسّير اعمال حساب رئاسة الجمهورية على “توتير” بالتشكيلة المقدمة مؤكداً كماليتها!!

لم تنتهِ زيارة تسديد الديون عند بيت الوسط، اذ توقف دياب في عين التينة للقاء الرئيس بري، راسماً جواً من الإيجابية في التعاطي مع موقع الرئاسة الثانية بعد الجفاء الطويل ملتمساً من سيدها دوراً في تفعيل مسار تأليف الحكومة العتيدة. فكان ما طلب عارجاً الى بعبدا ليلتقي مع رئيس الجمهورية حريصاً على الصمت في حضرة الكاميرات متجنباً هفوة “العين الساهرة” التي صمتت بدورها امام تجاوزات “ميرنا الشالوحي” الوقحة في تحديد مطالب رئيس الجمهورية من الرئيس المكلف وموقفه من عملية التأليف.

صفوة الكلام واضحة، مهما تبدلت المواقف والتفاهمات يبقى الثابت الوحيد، تشكيل حكومة اختصاصيين مستقلين تلملم فتات اقتصادنا المنهار وتلجم جموح الدولار وتضع أسس ومعايير للإصلاح الحقيقي وخطط واضحة للإنعاش المؤسساتي والاجتماعي، التي بدأت تظهر معالمها مع كل عاصمة ومركز قرار سار اليه الرئيس سعد الحريري وعلى جدول اعماله في الأيام القادمة، كاسراً عزلة لبنان عن محيطه العربي والعالم رغم التحديات الكبيرة فالحكم مسؤولية والمواطنة مسؤولية فالقافلة تسير وحاشية الفرن.. ” تلئلئ” …

المصدر خاص بيروت نيوز