الفظوهم كما لفظتم علي عيد !!

29 يناير 2021
الفظوهم كما لفظتم علي عيد !!
عمر غسان العاكوم
عمر غسان العاكوم

تطوي طرابلس يومها الخامس من أخطر مراحل تاريخها الحديث رغم جولات المحاور واستنزافاتها مروراً بمتفجرات النظام السوري وسياراته الملغومة، كما أحزمة الجوع التي طوقت عروس المتوسط منذ القدم.

عروس الثورة كما اطلقت عليها ثورة 17 تشرين، تغرق اليوم بين الدم والنار، فلا هي “صراع اخوة” كما يراد ان يروج ولا هي صندوق رسائل لتشكيل حكومة او تعطيل تدقيق ولا هي سهام ضد العهد، انما هي الفوضى!

يُجزم ان سوء الحال والجوع كانا مطرقة ثقيلة، كسرت قرار الإقفال التام واشعلت الشارع الطرابلسي الذي أجبر على الاستحياط من وباء الكورنا وتُرك يحتضر امام وباء الجوع.

ميشال عون الطامح لحكومة “عسكرية” تتمثل بمجلس الدفاع الأعلى للسيطرة على قرار اللبنانيين، اصدر قراره غير أبه بالعائلات التي تقتات على فتات فكة ليرات يكتسبها الفقراء من عمل مياوم، متسلح بتوزيع أقل من خمسين دولاراً لا تكفي حتى لشراء خبز من دون أكياس حتى، كدفعة شهرية للأسر الأكثر فقراً، والتي تنتظر هذه المكرمة منذ الإقفال الأول قبل حوالي العام!!. كيف لا ورئيس الجمهورية صاحب القرار الذي يأمر بفتح البلد واغلاقه تبعاً لطلبات زواره ومدى قربهم من المستشارين.

اهالي طرابلس المحافظين دوماً على الدولة، الحريصين على بناءها ومسيرة مؤسساتها، وشباب طرابلس الخزان الاكرم للقوى الامنية الذين لم يهتزوا امام جولات القتال والمحاور ولا انجروا وراء الارهاب الذي اُسقط عليهم في كل محطاته، وتصدوا بصدورهم ضد كل محاولات زرع الفتنة وامتصوا فتيلها متمسكين بالعيش المشترك كأساس للعروس العريقة، لا يمكن ان يكونوا هم من افتعلوا كل ما شوهد على الشاشات.

طرابلس التي صدحت بانتفاضة الجوع بوجه الفساد والقمع والاضطهاد، يشهد بانها مثلت صوت كل اللبنانيين.

أهالي طرابلس الذين ثاروا على الحرمان، المتعطشين لاحتضان الدولة وتوسيع عمل مؤسساتها، وشبابها التواقين للجامعات والمعامل والمصانع، واطفالها الذين كبروا على الامل.. بالعمل، لا يمكن ان يثوروا عكس ذلك.

لا متشددون ولا “طابور خامس” فمن يحرق ويكسر ويحاول القتل! هو مجرم معروف الهوية والغايات. لا جسم طرابلس “لبيس” ولا عباءتها جاهزة، فمن لم يُقهر امام جيش الاحتلال السوري ولا التمدد الإرهابي الآتي من الحدود لا يكسره عهد عفن يسعى بكل لحظة للانتقام من المدينة وقاطنيها.

طرابلس اليوم مطالبة رغم مأسيها اكثر من أي يوم مضى، بشبابها وشيبها، بفقراءها واثريائها، بقناطرها واسواقها القديمة وساحاتها العريقة، بلفظ كل من سعى لإيذائها ودفنه عند اسوارها. وان كانت بيروت قلب الوطن الا ان القلب دائماً على “الشمال.”

المصدر بيروت نيوز