*الكلمة التي ألقاها الدكتور رضوان السيد في بكركي أمس الخميس 25 شباط 2021 في حضرة البطريرك الماروني بشارة الراعي.
صاحب الغبطة والنيافة،
أتينا اليوم نحن هذه النخبة من “لقاء سيدة الجبل”، و”التجمّع الوطني اللبناني”، و”حركة المبادرة الوطنية”، ومعنا جمهورٌ واسع، إلى هذا الصرح الوطني الكبير في بكركي، لتقديم التحيّة والتأييد لمبادرتكم بل مبادراتكم الشامخة في سماء الوطن والمنطقة. نحن المواطنين اللبنانيين نعرف شِيمَكم الشخصية العالية وقد انضويتم في تقليد أسلافكم البطاركة العظام، الذين قادوا وحموا جماعات المؤمنين، ورعَوْا استقلال هذا الكيان، بوصفه وطنًا نهائيًّا لجميع أبنائه، عربيّ الهوية والانتماء، وحامل رسالةٍ ساميةٍ في محيطه وله وللعالم.
لقد كنتم وما زلتم كما هو شأن بطاركة بكركي، نموذجًا للراعي الصالح يُسدّدُ الخطى، ويدعو لرعاية الخير العام بدعوة سائر المسؤولين للتمسّك بثوابت لبنان التأسيسية، وتحييده عن لعبة الأمم القاتلة، والعودة إلى المعنى النبيل للسياسة، بوصفها فنًّا راقيًا لخدمة الإنسان والمواطن، لا لخدمة شخصٍ بعينه كما سبق لكم القول قبل سنوات. وما أزال أذكر إلحاحكم على الشراكة الوطنية، البعيدة عن الاستئثار والتبعية. وعندما رأيتم ما يحدث بخلاف ذلك كلّه، كأنما نحن محكومون بحكومةٍ عدوّة أو أنها تحكمُ شعبًا عدوًّا، أعلنتم الاعتراض باسم المواطنين وباسم الوطن، ولا أحد أولى بذلك من بكركي.
صاحبَ الغبطة والنيافة،
لقد دعوتم إلى تحرير الشرعية، وإلى الحياد، وإلى الإنقاذ الوطني، وتباشيره حكومة اختصاصيين غير حزبيين. ووصلتم أخيرًا للمناداة بمؤتمرٍ دولي لإنقاذ لبنان، يساعد في استعادة الثوابت والأصول، وعلى رأسها وثيقة الوفاق الوطني والدستور، وقرارات الشرعية الدولية.
لقد كنتم وما زلتم كما هو شأن بطاركة بكركي، نموذجًا للراعي الصالح يُسدّدُ الخطى، ويدعو لرعاية الخير العام بدعوة سائر المسؤولين للتمسّك بثوابت لبنان التأسيسية، وتحييده عن لعبة الأمم القاتلة، والعودة إلى المعنى النبيل للسياسة
إننا نقفُ معكم وخلفكم في الدعوة التي نفهمُها ونثقُ بها نداءً صادقًا ومسؤولًا في اتجاهين:
– في اتّجاه جميع اللبنانيين، كي يتضامنوا في تحرير الشرعية من تعددية السلاح والاستئثار بالقرار، وحماية الدولة من مصائر الفشل والإفلاس السياسي والمالي والأخلاقي، والإصغاء لصيغة عيشهم المشترك بحماية وثيقة الوفاق الوطني والدستور.
– وفي اتجاه الأسرة الدولية، للوفاء بالتزاماتها تجاه لبنان، ومنها تنفيذَ القرارات الدولية المتعلّقة بسيادة لبنان، لا سيما القرار 1701 الذي نصَّ في مقدّمتِه على استنادِه إلى مرجعيةِ اتفاقِ الطائف، فضلًا بالطبع عن القانون الدولي.
كيف يُقال إنكم تسعون للحرب والتدويل وتجاوز العقد الوطني، وقد صغتم في عِظتكم الأخيرة مطلبكم في جملةٍ هي فَصْلُ الخطاب: “نريدُ مؤتمرًا دوليًّا خاصًّا بلبنان، لحماية وثيقة وفاقنا الوطني ودولتنا الواحدة السيدة المستقلة”.
نعم لجبهة وطنية عريضة معكم ومن حولكم لتحرير الشرعية، والحياد الإيجابي، والمؤتمر الدولي للطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية المعنية بحماية لبنان.