عون وحملاته السياسية
ووسط هذا الاستعصاء يبحث الجميع عن فرصة لكسب الوقت، وتخفيف وقع الانهيار، أو لإبقاء البلاد في حال مراوحة لا ينجم عنها تدهور كبير.
وهنا يعود عون إلى نغمة البحث عن رئيس حكومة يحمل البعد التسووي للأزمة، ويلبي الشروط الدولية، مجدِداً رفضه ترؤس الحريري الحكومة.
تلويح بالعقوبات
في المقابل، لا يبدو هناك أي توجه خارجي للعمل على إيجاد مخارج. لكن الضغوط مستمرة: تلويح بعقوبات فرنسية أو خليجية.
وتشير مصادر متابعة إلى أن الأسبوع المقبل قد يشهد حركة على هذا الصعيد.
وليس بالضرورة الوصول إلى فرض عقوبات، بل بحثها ووضع برنامج واضح لشكلها واستهدافاتها.
الموقف الأميركي من الأزمة اللبنانية لم يتغير.
ولا مؤشرات تفيد بإمكان تغيير شروط واشنطن أو تبديلها، في مسألة البرامج وطريقة العمل، بمعزل عن التفاصيل والأشخاص والأحزاب والأشكال.
وتؤكد المعلومات أن الضغوط الأميركية مستمرة في المرحلة المقبلة.
وهناك من يرى في لبنان أن الأزمة أصبحت معلقة على التطورات الخارجية، وما يجري في الإقليم.
وتشير التوقعات إلى أن جدية المفاوضات لن تبدأ قبل انتهاء الانتخابات الإيرانية.
في انتظار الحوثيين
وثمة من يقول: لا يمكن أن يذهب الإيراني والأميركي إلى مفاوضات قبل حلّ حرب اليمن. ولا يمكن الذهاب إلى مفاوضات من دون إراحة إسرائيل وتوفير أمنها في لبنان.
أما المبادرة التي أقدمت عليها السعودية في اليمن، فهي مؤشر لا بد من التوقف عنده، وترقب ما ينجم عنه من تنسيق سعودي – أميركي. فيما لم يصدر بعد أي رد على المبادرة من الحوثيين، ومن خلفهم إيران.
وفي حال جاء الردّ الحوثي إيجابياً، يمكن رصد حركة أوسع يقوم بها سفراء الدول المؤثرة في لبنان. ولا سيما حركة السفير السعودي.
إسرائيل وأميركا وإيران
وتشير أجواء الإدارة الأميركية – وتحديداً الفريق الذي يعمل في ملفات الشرق الأوسط والإتفاق النووي – إلى تفاجئها بتشدد الموقف الإيراني وتصلبه في الملفات كافة، إضافةً إلى اكتشافها أن الخوف الإسرائيلي من النووي الإيراني، لا يعبر عنه نتنياهو وحده، بل القوى والأحزاب الإسرائيلية كافة.
وهذا على خلاف ما كانت الإدارة الأميركية تعتقد من أن نتنياهو يستخدم التخوف من إيران سياسياً.
هاتان النقطتان لهما انعكاساتهما الواضحة على الموقف الأميركي في المنطقة: عدم التساهل مع طهران.
تهدئة ومراوحة في لبنان
لذا قد يحتاج هذا إلى تجميد الوضع في لبنان، في انتظار تبلور مسار التطورات في المنطقة. ولا بد من تهدئة الأوضاع اللبنانية، سياسياً وفي الشارع، وعلى جبهة الدولار.
والتهدئة تتطلب عدم تعميق حجم الخلاف السياسي، بل إبقائه محصوراً بين تيار المستقبل والتيار العوني.
وذلك بدلاً من توسعه ليصير خلافاً سياسياً كبيراً بين حزب الله، وقوى أخرى معارضة له، على غرار مبادرة البطريرك الماروني بشارة الراعي.
وحزب الله يريد لجم أي تطور من هذا النوع، من شأنه أن يزيد عوامل الضغوط الداخلية عليه، لتمرير الشهرين المقبلين والانتخابات الإيرانية.
هذا إذا لم يؤد كله إلى حدوث تغيير مفاجئ.