اعظم يوم في رمضان … بقلم الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو

18 أبريل 2021
اعظم يوم في رمضان … بقلم الشيخ الدكتور محمد علي الجوزو
beirut news

اعظم يوم في حياة المسلمين هو اليوم الذي انزل فيه القرآن على قلب محمد صلى الله عليه و سلم لينقل الإنسان من الجاهلية المتخلفة العمياء الى دستور اخلاقي و إنساني متحضر…

الحضارة في المفهوم الاسلامي هي الاخلاق، هي صناعة إنسان جديد يتحرر من عبادة الاوثان و الاصنام الى عبادة خالق الإنسان و خالق هذا الكون الكبير و معرفة اسرار الوجود من خلال قراءة كتاب هذا الكون بما فيه من معجزات و روائع… و الإيمان القائم على معرفة علمية و عقلية تشهد بعظمة هذا الخالق…

” إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ – الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ”

القرآن الكريم يدعونا لأن نعمل عقولنا في معرفة أسرار هذا الوجود…وهذه الدعوة قائمة منذ أن خلق الإنسان الى يومنا هذا…

في كل يوم هناك آيه تذكرنا بالله.. لتجدد إيماننا به جلّ جلالة.. وها هي الكورونا التي اجتاحت العالم كله و عجز العلم عن معرفة سر هذه الجرثومة الصغيرة التي لا ترى بالعين المجرده… و يتسابق العلماء على اكتشاف دواء لها ينقذ البشر من الموت الجماعي بالملايين لمجرد أن تتمكن هذه الجرثومة من مهاجمة هذا المجتمع او ذاك..

صحيح أن القرآن هو دستور المسلمين المؤمنين بالله، وهم المطالبون بتطبيق مبادئه و قيمة و اخلاقة، ولكن القرآن ضمن آياته كلاماً يخص البشرية جمعاء…ليرشد من آمن الى الحب و الخير و الإيثار و معاملة الانسان لأخية الانسان حسب الدستور الاخلاقي الذي أنزل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم.

يقول الله عز و جل ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ ۚ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ۖ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ۚ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ”

امام اسرار الطبيعة و ما يصاب الانسان من بلاء و اختبار وامراض خطيرة و حديث القرآن عن ذلك لدليل على أن القرآن يخاطب العقل البشري حتى يهتدي بهدي الله و تعاليمه العظيمه…

يقول الله عز وجل ” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ…”

تعداد المسلمين في العالم كبير جداً، و كثير منهم يدعون الايمان بالله و الرسول و القرآن، و يعملون عكس ما يدعون.

هناك فريق يدعي الاسلام ويقتل المسلمين باسم الاسلام… و يدمر العالم العربي و الاسلامي باسم الاسلام و الاسلام منه براء..

هناك قاعدة اساس في تعريف من هو المسلم الحق يقول الله عز وجل ” مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ…”هذه صفات المؤمنين برسالة النبي صل الله عليه و سلم و اهمها اشداء على الكفار رحماء بينهم..

فاذا رأيت انسان يدعي الاسلام و يعمل على ايذاء المسلمين وأ يتحالف مع الكفار ضدهم، و يبالغ في القتل و الذبح و الاعتداء عليهم فهذا النوع من الناس لا صلة له بالإسلام ولا بأخلاق الإسلام بل هو عدو الله و رسوله …

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ “.

المصدر بيروت نيوز