“ليحيا الإنسان” برعاية المفتي الجوزو والمطران العمار

30 مايو 2021
“ليحيا الإنسان” برعاية المفتي الجوزو والمطران العمار
beirut news
بقلم نيللي السيد

برعاية مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو، ممثلا بقاضي الشرع الشيخ محمد هاني الجوزو، وراعي ابرشية صيدا المارونية المطران مارون العمّار، ممثلا بالأب الدكتور عاطف معوض، نظّمت جمعية “الأمل والعطاء” في قاعة المفتي الجوزو في المعهد الفني في برجا، لقاءً بعنوان:” يحيا الإنسان”، في إطار مشروع السلام ضمن وبين الأديان، في لبنان وسوريا والأردن والعراق.

وحضر اللقاء نائب رئيس بلدية برجا كامل الخطيب، نائب رئيس بلدية البرجين ماريو لطفي، جان القزي ممثلا بلدية الجية، مخاتير برجا: أحمد الغوش وعلي الزعرت ومعروف رمضان ومحمود حدادة وعمر دمج ويوسف حمية، ممثلون عن الأحزاب والقوى الوطنية والفصائل الفلسطينية، مدير معهد الجوزو الفني حامد الجوزو، رئيس جمعية DpNA, فضل الله حسونة، اتيان شلالا ممثلا جمعية MCc وممثلون عن الجمعيات ومشايخ ورجال دين وناشطون.
حدادة
استهل اللقاء بكلمة لرئيس جمعية الأمل والعطاء الدكتور معن حدادة، رحب فيها برعاة اللقاء والحضور والمساهمين في المشروع، مؤكدا على أهمية المشروع في بلد التنوع ونموذج العيش المشترك .
القزي
ثم أدارت اللقاء رئيسة رعوية المرأة في ابريشة صيدا المارونية الدكتورة دعد القزي، التي تناولت “دعوة البابا فرنسيس إلى المصالحة والتآخي بين جميع المؤمنين، وصولاً إلى سلام عالمي، والتي أطلقها مع شيخ الأزهر أحمد الطيّب في وثيقة الأخوة الإنسانية “.
وأضافت أنه” انطلاقا من القيم المشتركة التي رسختها الوثيقة التاريخية، تواصل جمعية الأمل والعطاء، سعيها لإخراجها من إطارها النظري، إلى التطبيق العملي عبر مشروع تعزيز ثقافة السلام بين الأديان، بعد أن لاقت هذه التجربة تفاعلاً إيجابياً بين الأهالي في إقليم الخروب، فكان لزاما السعي لإعادة إحياء روح المحبة والتراحم بين أفراد المجتمع، الذين يجمعهم الإيمان بالله والتفاني في سبيل الوطن، ولإعادة الثقة بين أبناء جيل انهكته صراعات ألبسها رجال السياسة لبوس الدين، والدين منها براء”..
وأشارت القزي الى أن “إللقاء يهدف إلى إيجاد أرضية صلبة تسمو فيها مصلحة الإنسان، عبر بناء ثقافة وطنية جامعة، تنطلق من الحض على التعاون والتسامح والمساواة في الحقوق والواجبات، لتحقيق العدالة الإجتماعية. ”
الجوزو
بدوره تحدث ممثل المفتي الجوزو القاضي الشيخ محمد هاني الجوزو، فإعتبر “أن الإنسان بمفهوم الدين هو أخ للإنسان، وما التنوّع والتعدد والإختلاف، إلا لكي يتعاون ويتعارف لا ليتصارع ويتقاتل.”
وأضاف ” ان الناس شركاء في بناء حضارة إنسانية فاضلة، تحقق كرامة الإنسان بحسن التوازن بين واجباته وحقوقه، عبر إعلاء حياة الإنسان وعمارة الأرض بالخير والحق.”
وشدد الجوزو على” أن القرأن الكريم يشير إلى أن من أهم أسباب هلاك الأمم والشعوب خراب الباطن الروحي وعمارة الظاهر المادي” ، مشيرا الى “أن بلاد الشام، كانت منارة النور النبوي خلال الأجيال الإنسانية، وهي أرض الأنبياء والرسل الذين اختارهم الله ليحيا الإنسان الحياة الطيبة، وفلسطين هي المحطة الأساسية في حياة سيدنا ابراهيم، وموطن سيدنا موسى وسيدة نساء العالمين مريم، وسيدنا عيسى، ومعراج محمد (صلى الله عليه وسلم)”، مؤكدا أن المسؤولية كبيرة في استعادة الدور الذي تحتاجه الإنسانية اليوم بطغيانها المادي وافلاسها الروحي، وان الدور الجديد المتجدد للمنطقة، أن تنطلق لحماية الإنسان ولاقامة الحياة الطيبة. ”
وأكد أن الصراع اليوم هو صراع سياسي سلطوي لا ديني يجب مواجهته متكاتفين متضامنين، لافتا الى “ان هذا اللقاء خطوة مهمة في طريق حماية الإنسان ومواجهة التحديات التي تواجهه، وتفعيل دوره في بناء حياة إنسانية طيبة يكرم فيها الإنسان.”
معوض
ثم ألقى ممثل المطران العمار الأب الدكتور عاطف معوض، فقال: “يحيا الإنسان، عبر كلمتين مترابطتين ومتحدتين، ولا وجود لواحدة دون الأخرى، فالحياة والانسان صنوان لا ينفصلانن لأن الله خلق الإنسان للحياة، والحياة وجدت للانسان، والحياة بدون الإنسان لا معنى لها، كما أن الإنسان بدون حياة لا وجود له.”
وأضاف “ان الإنسان في الكتب السماوية، هو رأس الخليقة، ومحور العالم وهومسلط وليس متسلطاً، وان موضوع محبة الله، ووجود الإنسان هو من وجود الخالق والشراكة معه. ان الإنسان هو كائن اجتماعي مدعو إلى حياة اجتماعية، أما العزلة والانغلاق على الذات، او على الطائفة والمذهب، فهي ليست السبيل للعمل على التجدد، من هنا التركيز على ثقافة اللقاء، علما ان الانسان ثلاثي الأبعاد: البعد العامودي والبعد الافقي والبعد الباطني، لذا فإن اللقاء هو التواصل الافقي والباطني”.
واكد معوض أن لا وجود للبنان دون اسلام ومسيحيين .
وختم بالقول: “ان للكلمة أربعة احرف، الكاف هو الكلمة فلا كلمة من دون الله، واللام هي لقاء، فلا لقاء من دون الميم، اي المشاركة، ولكن لا كلمة ولا لقاء ولا مشاركة من دون التواصل، بهدف لقائنا اليوم هو التواصل الافقي العامودي. وفي التواصل ثلاث فنون: فن الابتسامة التي لا تحتاج إلى ترجمة وفن التشجيع وفن القبول، والانسان هو نور”.