أين طوابير الثورة.. من طوابير الذل أمام المحطات

8 يوليو 2021
أين طوابير الثورة.. من طوابير الذل أمام المحطات
زياد الغوش
زياد الغوش

عم الخراب بشكل خطير في لبنان، فطوابير الذل أمام محطات البنزين وإطفاء المولدات ، وفقدان الأدوية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية ، وانهيار العملة الوطنية أمام العملات الأجنبية، مؤشرات خطيرة تؤكد الخراب الذي يصيب لبنان لم يعد أمرا عابرا، بل خراب خطير يصيب مفاصل الحياة ، كل الحياة في لبنان وأكثر ما يصيب الطبقات الفقيرة والمعدمة، التي ارتفعت في أوساطها حالات الفقر والجوع والأمراض العصبية.

فمن ينقذ لبنان، ومن يرفع الظلم عن شعبه، ومن يعيد البسمة لحياة الأطفال ويؤمن لهم الحليب والأدوية. ؟

المتابعون لتطورات الأوضاع في البلاد يؤكدون أن الحراك الدولي القائم اليوم جاء من خلال مبادرات عربية ودولية تشير إلى أن العالم يراقب الأوضاع في لبنان، وأن المجتمع الدولي مازال يبحث عن حلول لإنقاذ لبنان وإخراجه من مأزقه، لكن المرحلة التي وصل إليها لبنان.

والمقدرة بأنها تجاوزت الخطوط الحمراء، إلى جانب عدم قدرة الطبقات الشعبية على إسقاط طبقات النهب والسيطرة و الفساد والحديث عن فشل الثورة الشعبية التي انطلقت في 17 تشرين 2019، كل ذلك يؤكد أن المرحلة صعبة وأن حالة الشعب مزرية، وأن حالات الذل والافقار والفساد لم تعد تحتمل ، والطبقات الحاكمة لم تعد جادة في معالجة الأوضاع، لأنها مستقرة في سلطتها وثرائها وقوتها، وهم حتما لا يشعرون بفقدان البنزين والدواء وغلاء الأسعار ، بل هم في عالم آخر عالم السفر والفنادق والسياحة والمطاعم، لم يصطفوا أمام محطات البنزين، ولم يبحثوا عن دواء لأبائهم أو حليب أطفال لأبنائهم.

الشعب اليوم يعيش الذل، بعد أن وصل الوطن إلى حالة الخراب، ولكن الشعب لا يمكن له أن يتحمل طويلا، كما أن كل الشعب لا يمكن له السفر والهجرة ، فأكثرية الشعب تعيش حالة إفقار ونهب، ويبحث عن لقمة عيش بين أكياس النفايات، ويبحثون عن صدقة خلال التسول في شوارع وأحياء المدن.

ولكن أصبح السؤال الذي لا بد منه، من يتحمل مسؤولية الخراب في لبنان؟
المسألة ليست من جاء قبل من ، وليس من جاء قبل سنوات ومن جاء الآن، وإذا كان من رحل يتحمل كل أو جزء من المسؤولية، فإن المسؤولية اليوم، تتحملها الطبقات الحاكمة اليوم، التي جاءت تحت شعار الانقاذ واصلاح الفساد، من يتحمل المسؤولية اليوم، رغم ما ارتكب على مدى عقود من الزمن، هي الطبقة التي تتولى القيادة وتتولى السلطة وتشرف على القوانين وتتحمل مسؤولية تنفيذها، وإذا كانت هذه ليست مهمتها، بسبب أنها ورثت الفساد كما تقول، أو لأنهم “ما خلوهم” لماذا جاءت إلى السلطة، ولماذا بقيت، ولماذا مازالت تتمتع بامتيازات السلطة؟

وإذا كان الجميع منذ عقود يتحمل المسؤولية، فإننا اليوم أمام مشهد كارثي جديد تتحمل مسؤوليته الطبقة التي تحكم البلاد اليوم، ماذا فعلت لإنقاذ البلاد، وماذا فعلت لحماية البلد، وماذا قدمت للإصلاح ووقف الفساد؟

مجددا، الأبواب أقفلت أمام الشعب والسلطة أصبحت عاجزة عن إنقاذ البلد، والحل بيد الشعب، والشعب وحده، فالصمت لم يعد مقبولا، طوابير الثورة من أجل التغير أفضل من طوابير الذل أمام المحطات.

المصدر بيروت نيوز