لبنان.. 4 آب جرح نازف لن ينسى

5 أغسطس 2021
لبنان.. 4 آب جرح نازف لن ينسى
زياد الغوش
زياد الغوش

أكد اللبنانيون بكل مناطقهم ومشاربهم السياسية والدينية أن انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2020 ، لن يتحول إلى ذكرى، يجتمعون من أجله كل عام للبكاء واستعراض صور الضحايا الأبطال، و لإستذكار الجريمة المروعة والحديث هولها وبشاعتها ووحشيتها.

فاللبنانيون هذه المرة يريدون الحقيقة، كل الحقيقة، وهم اليوم أكثر قوة، وأكثر وعيا، بعد ثورة 17 تشرين، وبعد أن أطلق الشعب صرخته، وأكد وحدته ورفضه للموت والجريمة والانهيار، مشددا على أن لا حياة بدون وطن، ولا وطن عادل ومستقر أمام منظومة فاسدة أتقنت لعبة النهب والقتل والفساد.

4 آب 2021 لم يكن ذكرى سنوية اجتمع اللبنانيون في الشوارع والساحات والميادين لاستذكار ضحاياهم وجرحاهم ومآسيهم، بل كان يوما من الغضب العارم بحثا عن الحقيقة، لماذا قتل الضحايا، ودمر المرفأ و نصف بيروت، لماذا وقعت الكارثة؟ لماذا لم تكشف الحقيقة حتى الآن، ومن يستر الحقيقة ويعمل على إخفائها؟
أسئلة من حق الشعب المنكوب أن يطلقها ومن المفروض على المعنيين الاجابة عليها، لأن 4 آب لن تكون ذكرى، بل هي جرح نازف، ومأساة مستمرة، ومسلسل دم ومعالم فساد متواصل وأيضا نبض ثورة وصرخة شعب ستبقى تهز ضمائر المجرمين .

يراهنون على الزمن ومرور الوقت، ويعتقدون أن الشعب يمكن له أن ينسى كارثة انفجار المرفأ مع مرور الوقت، ويمكن له أمام الكوارث التي يتعرض أو سيتعرض لها أن ينسى جريمة المرفأ، وبالتالي تصبح ذكرى كما مرت ذكريات المآسي والنكبات والكوارث والمجازر السابقة، ويحاول البعض إبعاد الأنظار عن دمعات أهالي وأولاد وعائلات الضحايا وآلام الجرحى والمعوقين، ولكن كل الغيوم السوداء لن تحجب أشعة شمس الحقيقة، و”حرقة” القلب ترتسم اليوم على وجوه الأطفال والأمهات والآباء، وترتسم دمعا وحسرة على فراق أحبة كانوا يملؤون دنيا العائلة بالفرح والسعادة.
لذلك، على الشعب اللبناني المنكوب، وفي مقدمتهم أهالي ضحايا جريمة مرفأ بيروت في 4 آب 2020، أن يواصلوا حراكهم وتحركاتهم بكل قوة وزخم من أجل الكشف عن حقيقة خلفيات وأسباب ومن يقف وراء جريمة المرفأ، وأيضا من الضروري وضع جريمة المرفأ في سياق الجرائم التي ترتكب في لبنان اليوم، جرائم اقتصادية وسياسية وأمنية، تظهر واضحة في الانهيار المالي والاقتصادي والمعيشي والسياسي والأمني الذي تتعرض له البلاد.
فلا يمكن بناء وطن العدالة برعاية سلطة فاسدة، ولا يمكن للشعب الذي قدم التضحيات من أجل وطنه أن يحقق آماله، أمام منظومة ساهمت بسياستها الفاشلة في موت وطن وشعب.
4 آب يجب أن لا يكون ذكرى نجتمع من أجله كل عام، بل من الضروري أن يشكل هذا التاريخ من الزمن دافعا للمزيد من الثورة والتغيير من أجل حياة كريمة في وطن عظيم.

المصدر بيروت نيوز