بات المؤكد مؤكداً بأن ميشال عون رئيس العهد القوي بالتعطيل لا يريد من الطائف إلا تهشيمه وتهميشه، ولا يريد من موقع رئاسة الحكومة إلا كرسياً فارغاً يديره بالاتجاه المعاكس لمطالب اللبنانيين وآلامهم في انفجار المرفأ ومحنتهم المعيشية والإقتصادية والخدماتية.
ميشال عون لم ولن يسمع طيلة فترة إقامته في فندق بعبدا “خمس نجوم” سوى أنين وبكاء صهره كي يصل إلى سدة الرئاسة، فلا يمكن أبدا ونحن على أبواب الانتخابات النيابية أن يعطي الرئيس نجيب ميقاتي ما لم يعطه للرئيس سعد الحريري، فبات واضحاً أن ليس للأمور الشخصية مكان ولا هي المحور بين رئيس الجمهورية والرؤساء المكلفين تشكيل آخر حكومات العهد بدءاً من السفير أديب مروراً بالرئيس الحريري وصولاً الى الرئيس ميقاتي انتهاء بأي رئيس مكلف قادم.
المسألة هي مسألة أنوية عونية متعالية، مع أنانية مفرطة يمارسها باحتراف حتى ولو ادى به الأمر أن يحرق كل شيء في الوطن كما فعل في العام عام ١٩٨٩. فالأنانية التي تحكُم وتتحكّم بأفعاله السلطوية وتردداتها هي على مقياس “ريختر جبران” إما صهره وإما الخراب إن لم يمكّنهُ من فالق كرسي بعبدا، فاختار الخراب مدرسة له وأسسها على مبادئ ثلاثة: تملّق_تسلّق_تسلّط، وهدم كل ما له علاقة بالقيم الوطنية والأخلاقية التي اضمحلت وبهتت حتى انفقدت في حقبة تاريخية سوداء من عهده، أدخل بها ما يسمى الوباء السياسي المنحدر لتنتشر وتتحول الى “جائحة عونية” قتلت وفتكت بكل لبنان وشعبه.
ففي الوقت الذي يئن فيه لبنان تحت خط الفقر نرى عون يعاود هواية التعطيل مع ميقاتي بعد سبع زيارات من تكليفه، وسنة من تكليف أديب وعشرة أشهر من تكليف الحريري بنفس العقبات ولكن بتسميات ومطالب شخصية مختلفة.
فمن أي طينة هذا الرئيس وشعبه بين مطرقة العملة اللبنانية المنهارة وسندان انفجار المرفأ والحقيقة الضائعة في القضاء، وقهر أهالي بيروت وضحاياها ولا يهز ساكنا؟
ومن أي طينة هذا الرئيس والسلاح المتفلت الفتنوي بات جاهزا للخدمة بعد حادثة خلدة ولا يهز ساكناً؟
ومن أي طينة هذا الرئيس ومنصات صواريخ حزب الله تنطلق بين الأحياء والبيوت في ظل انقسام شعبي حاد لمسألة السلاح وقرار السلم والحرب الذي يفترض أن يكون بيد الدولة ولا يهز ساكناً؟
فمن أي طينة هذا الرئيس وتوزيع أدوار التعطيل في الدولة، والتنكيل في الدستور، والتشهير في الطائف، والتمزيق في النظام، والترقيع في المؤسسات، والتهجير بالشعب ولا يهز ساكناً؟
سنة من التعطيل هي مدة كافية لأن نقول كفى فليذهب الرئيس هو نفسه لجحيم جهنم مع بطانته ومريديه فنحن الشعب اللبناني نريد أن نعيش.