عندما يتحول الوطن إلى مستودعات وعنابر للموت…

15 أغسطس 2021
عندما يتحول الوطن إلى مستودعات وعنابر للموت…
بقلم: زياد الغوش
بقلم: زياد الغوش

ليست هي المرة الأولى التي يتعرض فيها لبنان لكوارث أو انفجارات وانتكاسات او حتى مجازر، فتاريخ لبنان حافل بمثل هذه الأحداث والكوارث والجرائم، وكان آخرها انفجار المرفأ في 4 آب 2020، اما اليوم 15 آب2021 يمثل انتكاسة جديدة للشعب اللبناني بعد “تفجير خزان بنزين” في بلدة تليل في منطقة عكار شمال لبنان.

ولكن الغريب بالأمر، لمن يراقب طبيعة الانفجارات والمجازر التي ارتكبت وترتكب في مختلف المناطق اللبنانية خلال السنتين الماضيتين، كانت نتيجة انفجار مستودعات أو عنابر خارج الشرعية والطرق القانونية تحتوي على مواد تفجيرية أو أسلحة أو وقود.

فتحويل لبنان، هذا البلد صغير إلى مستودع لتخزين الأسلحة والصواريخ ونيترات الأمونيوم، والبنزين والمازوت هو جريمة بحد ذاته تحاسب عليها كافة القوانين والشرائع الدينية و الدنيونية.
فمن عمل على تحويل لبنان إلى مستودعات وعنابر للموت؟

طبعاً، نحن لا نعلم… لأن كشف الحقائق مسؤولية القضاء والأجهزة الأمنية والمؤسسات المعنية، وعليها حماية الوطن من ألغام الموت التي زرعت على امتداد مساحته وعليها أن تكشف عن وجوه ترى في التخزين فرصة لاستمرار سلطتها ونفوذها وأرباحها وتخريبها.

اليوم، وأمام جريمة انفجار خزان البنزين في بلدة تليل شمال لبنان، لابد من تحرك جدي وفاعل يضع حدا لموت الأبرياء حرقا، على مشاوي الفساد والمخططات الجهنمية التي تحكم وتتحكم بالبلاد ، وإلا فإن جريمة المرفأ والآن جريمة تليل، سيتبعها جرائم تستهدف الأبرياء، وفي حال لم تتوقف الدولة اللبنانية بكل أجهزتها ودوائرها المعنية ومن خلفها الشعب المنكوب سيشهد لبنان المزيد من الانفجارات وكوارث الموت، وإذا كانت الأنظار تتجه اليوم نحو عكار فغدا سوف تتجه إلى مناطق أخرى مهددة بانفجارات المواد الحارقة والقاتلة .

كفى إرهاباً، لقد شبع الفقراء موتا وقهرا وذلا، وحان الوقت لتحويل لبنان إلى بلد آمن، بعيدا عن عنابر ومستودعات الموت التي يديرها المهربون والفاسدون والقتلة، فمن يعيد الحياة للبنان، هو حتما ليس من حول البلد إلى عنابر لحرق الأبرياء.

مازلنا نقول رحمة الله ضحايا المرفأ، واليوم نضيف للقول: رحم الله ضحايا تليل، ولا ندري لمن سندعو بالرحمة غدا؟

المصدر بيروت نيوز