سلسلة ” شعب متعوب عليه”1/4

16 أغسطس 2021
سلسلة ” شعب متعوب عليه”1/4
بقلم: نهى خليل السعيدي
بقلم: نهى خليل السعيدي

قد أنهينا حديثنا سابقاً عند وجهة نظري للثّورات وأنها تولد عمياء.

تعب الفرنسيون كثيراً لعشرات السّنين حتى بزغ فجر العدالة، وتخبَّطوا فيما بينهم وتقاتلوا و….. حتَّى تفتَّحت عيونهم أخيراً وانقشعت الغمامة عن بصيرتهم، واستوعبوا ما عليهم فعله؛ وأن الثورة لم تكن ضد بلادهم، بل ضد فئة حكمت بلادهم لعقود.

رصُّوا صفوفهم وبدؤوا بالتفكير والتَّخطيط للنهوض ببلادهم وإعمارها. فالثورات الوحيدة المدروسة لا تطبق عليها كلمة “ثورة ” بل “انقلاب”، لأنّها تكون مدروسة ومخططة لتنجح بأقل خسائر ممكنة للمنقلبين.

طبعاً هذه لا تكون إلا لإفشال أنظمة لا علاقة لها بما تريده الشعوب، بل بما يريده أصحاب الانقلاب فقط ومخططهم لهذه البلاد. يعني هي عملية انتقال من حكم إلى حكم آخر فقط، ولا تمتّ بصلة لمتطلبات الشّعب ولهذا تسمّى “الدكتاتورية” ، بغضّ النظر عن شعاراتها حتى تستطيع استمالة الشّعب.

أمّا الثورات العربية المجيدة، فماذا حصل؟ بصراحة لم تتعلّم من الدّول التي سبقتها، وثارت فجأة من دون سابق إنذار، وكأنَّ أحدهم ضغط كبسة زر ما ليحوّل شعوب الدول العربية لبركان هائج. كان خامداً لعقود وفجأة استفاق على حقوقه.
وإن كنت تريد أن تعرف عزيزي القارىء أين أصبحت هذه الثورات، عليك فقط معرفة الحروب الدموية الحاصلة داخل هذه البلدان، والدّمار المنتشر فيها، وحضاراتها التي اندثرت، ومعَالمها التي مُحيت وتراثها الذي شوّه……….يتبع

المصدر خاص بيروت نيوز