أدان رؤساء مجالس الأعمال والمديرون التنفيذيون اللبنانيون في دول الخليج العربي، بأقسى عبارات الاستهجان والشجب، ما جاء على لسان وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، مؤكدين أنه لم يعد هذا التمادي في الإساءات لدول الخليج والتغاضي عنه مقبولاً بأي شكل من الأشكال، فقد طفح الكيل.
البيان الذي صدر عن كل من مجلس التنفيذيين اللبنانيين، ومجلس العمل اللبناني في أبو ظبي، ومجلس الأعمال اللبناني في الكويت، ومجلس العمل اللبناني في دبي، وهيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية الخليجية، أشار بلهجة قاسية إلى ضرورة أن يفهم الجميع في لبنان، كل من موقعه، أنّ الشعب اللبناني الذي يتمسّك بالتضامن والوفاء والعلاقات التاريخية مع دول مجلس التعاون الخليجي، لا يمكنه القبول بأن يتحوّل لبنان منبراً للتهجّم أو الإساءة لهذه الدول، أو لتهريب ممنوعات أو لتهديد أمنها واختراق سيادتها.
وعبّرت هذه المجالس عن عدم رضاها بأي سياسة أو خيار أو محور يُخرج لبنان من بيئته العربية التي يتفاعل معها ويحيا فيها منذ عشرات السنوات، مشدّدة على رفضها القاطع لاستمرار هذا النهج المدمّر والمسيء.
كما طالبت المرجعيات والمسؤولين في لبنان القيام بكل ما يلزم لإعادة لبنان إلى موقعه العربي الطبيعي، وأخذ القرارات الحازمة من إقالات واستقالات وغيرها من الإجراءات لإصلاح العلاقات اللبنانية – الخليجية وإعادتها إلى سابق عهدها المزدهر.
وأضاف البيان: “إننا كجاليات لبنانية في هذه الدول نعيش بين أهلنا وإخواننا في وئام ووفاق، شركاء متضامنين في السراء والضراء، ولن نسمح لقلة طارئة بأن تعكر علاقاتنا بهم، وتسيء إليهم، فيما نحن وسائر اللبنانيين لم نرَ منهم إلا الخير والتضامن في كل مرة تعرّض فيها لبنان إلى حرب أو اعتداء أو أزمة، ولا بد لنا هنا أن ننوّه بحكمة قيادات دول الخليج وشعوبها التي تميّز بين إساءات المسؤولين وتصرفاتهم الخرقاء وبين سواد الشعب اللبناني الذي يكنّ كل المودّة لهذه الدول وقياداتها.
وبناء على ما سبق، لن يقبل المغتربون اللبنانيون في دول الخليج الشقيقة بعد اليوم التلاعب بمستقبل أعمالهم وعائلاتهم عبر تصريحات ومواقف مسيئة لأهلنا في الخليج من أي جهة أتت”.
وتعقيباً على البيان، قال رئيس هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية – الخليجية إيلي رزق في حديث له مع موقع “لبنان الكبير”، أنّ قرار سحب السفراء اللبنانيين من الدول الخليجية جاء في ظروف صعبة يمرّ بها لبنان، لكن المسؤولية تقع على عاتق القوى السياسية والحكومة اللبنانية التي كان عليها أن تعي كيفية اختيار الوزراء، ولا سيما أنّ عملية تشكيل الحكومة في لبنان عادةً ما كانت تأخذ وقتها، إلا أنه تبيّن اليوم أنّ ذلك كان يحصل من أجل اختيار أسماء الوزراء بناءً على الولاء والمحاصصة وليس على الخبرة والكفاءة وعدم افتعال أي وزير للمشاكل مع الدول الأخرى، كما يحصل في الدول المتحضّرة والمتقدّمة.
ووفق رزق، فإنّ موقف قرداحي لم يكن مفاجئاً، لأنه معروف بعداوته لدول الخليج التي تم فصله من العمل فيها بناءً على مواقفه السياسية الموالية للدول التي تعرّض أمن السعودية والإمارات للخطر.
وعما هو مطلوب اليوم، يشدّد رزق على ضرورة أن تعمل القوى السياسية على التأكيد أولاً على دور لبنان العربي وعمقه والابتعاد من المحور الإيراني وعدم تحويل لبنان إلى معبر وممر من أجل تصدير المخدرات إلى السعودية والدول الخليجية، وإلى منبر إعلامي للتهجّم على قادة الخليج وشعبه.
هذا وكشف رزق عن وجود العديد من التحرّكات لأعضاء مجالس الأعمال والجاليات اللبنانية الموجودة في دول الخليج، إذ ستعقد هذه المجالس مؤتمراً صحافياً مطلع الأسبوع المقبل.
كما ستكون هناك زيارات ولقاءات لوسائل الإعلام في الخليج من أجل إيضاح صورة لبنان للتأكيد على هويته العربية الذي يريد أفضل العلاقات مع أشقائه الخليجيين والعرب.