أخيراً، لبنان يدخل السنة الأخيرة من عهد الرئيس ميشال عون، العهد الذي يمكن أن يُعتبر انتقام عون من اللبنانيين، الرئيس الذي وصل على الرغم من معارضة أغلب الشارع اللبناني، إذ إن ليلة انتخابه عمت المناطق اللبنانية تجمعات ولافتات ضد انتخابه رئيساً، بل حرقت صور له ولافتات تؤيد انتخابه في عدة مناطق، ومن بينها مناطق الذين ساروا بانتخابه إن كان من القوات اللبنانية أو تيار المستقبل أو الحزب التقدمي الاشتراكي.
وبدلاً من أن يتلقف “بي الكل” الاعتراضات الشعبية ضده، بدا كأنه ينتقم من معارضيه، فاتّسم عهده باستدعاءات الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي لإجبارهم على توقيع تعهدات بعدم التعرض له.
شهوة السلطة المترافقة مع الانتقام أوصلت البلد إلى “جهنم” التي وعد بها فخامته اللبنانيين.
اليوم وفي آخر سنة من هذا العهد، هل من أمل بإنجاز واحد فقط يستفيد منه لبنان وشعبه؟
الحجيري: أتخوف من أسوأ من جهنم
لبنان مشى عكس الزمن، هذا ما اعتبره عضو كتلة المستقبل النيابية النائب بكر الحجيري في حديث لموقع “لبنان الكبير”، مضيفاً: “التطور هو من مفردات الناس، وقد تم تطوير المفهوم عينه حتى، وسموه التطور والارتقاء، ولكن في لبنان أصبج التطور انحداراً، فلبنان الذي كان حضوره ثابتاً منذ عام 1960 في المحافل العربية والدولية، أصبح معزولاً اليوم، وهذا مخالف للمنطق والعلم، وهو وعد جهنم الذي حققه فخامة الرئيس، وأتمنى أن لا يكون هناك أسوأ من جهنم قد نصل إليها في آخر سنة من عمر هذا العهد، لأن ما أصاب لبنان خلال هذه الفترة لم يصب أي بلد آخر”.
خواجة: العهد فاشل بكل المعايير
من جهته، عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجة أشار إلى أنه “عادة في العهود الرئاسية، إن كان في لبنان أو في العالم، يتم تحقيق انجازات في أول سنتين أو ثلاث من بدئه، وتكون السنوات الباقية لتسيير أمور الدولة، وهذا لم يحصل في عهد الرئيس عون، بل ان السنوات الماضية أقل ما يقال عنها: سنوات فشل، وحتى لو كان هناك نية لتغيير السلوك الذي اعتمد خلالها، لم يعد هناك وقت، تحديدا أن الظروف العامة للبلد والمنطقة غير مواتية، علما أننا كنا نتمنى أن ينجح هذا العهد لينعكس إيجابا على لبنان وشعبه، لكنه للأسف كان فاشلا بكل المعايير”.
اسحاق: العهد ارتهن لـ “حزب الله”
أما عضو كتلة الجمهورية القوية النائب جوزف اسحاق فأكدّ أنه كان هناك أمل بهذا العهد ولكن للأسف الوضع راح من سيئ إلى اسوأ، متابعا: “إن سيادة الدولة انتفت كليا، لأن العهد ارتهن كليا إلى “حزب الله”، الذي تعاظمت قوته وسيطر على البلد أكثر، بدلا من أن يضع حدا له.
ومن الناحية الأخرى، استشرى الفساد أكثر فأكثر حتى وصلنا إلى انهيار اقتصادي لم يشهد اللبنانيون له مثيلاً، وبالتالي أسوأ ما مر على لبنان هي السنوات الخمس الماضية، إن كان من ناحية السيادة واستقلال قرار الدولة، والحياد وعدم الالتحاق بالمحاور الإقليمية، أو من مأساة الأزمة الاقتصادية إذ انهارت العملة وطارت ودائع الناس”.
ولا يتأمل اسحاق أي تغيير في النهج في السنة المتبقية، معتبراً أن الأمل وحده في التغيير في الانتخابات المقبلة.
القائد هو الذي يضع المصلحة العليا فوق المصلحة الشخصية، أما الزعيم فهو الذي يدمر الوطن من أجل مصلحته هو وصهره… هكذا كان عهد ميشال عون، الرجل الذي يطمح إلى أن يذكره التاريخ… وإن ذكره سيذكره مع متلازمة جهنم.
وإن تغيرت النوايا في هذه السنة الأخيرة، وأراد أن يسلّم البلد أفضل مما تسلمه كما وعد، وللأسف خلف بهذا الوعد، فإن الوقت قد نفد، ولن يتذكر أجيال لبنان إلا نيرون الذي أحرق لبنان كي يشعل سيجارة صهره.