لقد تغير الزمن… فالتافهون قد أمسكوا با لسلطة

3 نوفمبر 2021
لقد تغير الزمن… فالتافهون قد أمسكوا با لسلطة
زياد الغوش
زياد الغوش

يعلم الشعب اللبناني جيدا وتعلم كل الجهات الرسمية وغير الرسمية المحلية والدولية، أنك وزيرا للإعلام في دولة منكوبة تتعرض للانهيار والخراب ولا صوت لها.

وزيرا في حكومة لا حول لها ولا قوة أمام سياسة الأمر الواقع التي تتحكم بالبلاد وتقودها إلى الانهيار ولا ندري ولا يدري أحد معنا كيف سيكون قاع هذا الانهيار أو كيف ستكون لحظة الارتطام ونحن نسير في قافلة تنزلق يوميا وبسرعة بسياسة الأمر الواقع إلى المزيد من التأزم والمزيد من الضياع والخراب.

وجاء تصريح هذا الوزير ليزد الطين بلة، وليزد الخراب خرابا وليزد الأزمة تعقيدا.

طبعا، تصريح هذا الوزير كان قبل شهر من تسلمه الوزارة، لكن تصريحه يعبر عن سياسة حاقدة ومدمرة ومعادية للوطن وللعرب، لأنه تصريح يعادي الدول الشقيقة قبل الصديقة ودول ساهمت بتقديم كل الدعم والمساندة للبنان وشعبه من خلال الحكومات المتعاقبة حيث أنقذت لبنان من حالات الانهيار التي كانت تهدد وجوده لسنوات طويلة.

وبالعودة إلى تصريح هذا الوزير، كان يمكنه تبرير ما صرح به كونه لم يكن مسؤول حكومي، وليكن مع الشعب صريحاً، هل كان الهدف الأساسي هو تأزيم الأمور أكثر مع الأشقاء العرب لأنك خطك السياسي معروف بولائه الأعمى لنظام مجرم قتل وشرد الملايين من شعبه، وحقده على العرب كان دفينا واليوم تفجر بركان حقد وغضب.

عندما سقط الشهداء على مدى أربعين عاماً، كان الشهداء يضحون بأنفسهم دفاعاً عن عروبة لبنان، وعندما خاض الشعب اللبناني صراعاته وحروبه في وجه العدو الاسرائيلي، كان يقاتل دفاعاً عن عروبة لبنان.

وبعد كل سنوات الدم والإقتتال إجتمعت القيادات اللبنانية في السعودية ليخرجوا بـ “إتفاق الطائف”، برعاية سعودية ودولية جامعة، من أجل وقف الحرب ووضع حد لشلال الدم النازف في لبنان، وبادرت المملكة العربية السعودية ومعها دول الخليج العربي تقديم الدعم للبلد الممزق من خلال مساعدات مالية وسياسية، حيث ساهموا بإعادة إعمار ما دمرته الحرب.

رحم الله الرئيس الشهيد رفيق الحريري، عندما كان لاعباً لتوقيع “إتفاق الطائف” وقدم كل الجهد لإعادة إعمار وبناء لبنان.

كما في العدوان الصهيوني على لبنان في حرب تموز عام 2006، كان الدور السعودي بشكل خاص ومجلس التعاون الخليجي، رائداً في بناء ما دمر خلال 33 يوماً من الحرب.

أيها الوزير، نحن نريد دولة، دولة لها علاقاتها وترابطها بأشقائها من خلال علاقات وثيقة، تصريحك أدخل لبنان في أزمة دبلوماسية لا نعلم نهايتها، فأنت إرتكبت جريمة بحق الشعب اللبناني الذي يمر بأصعب أيامه بسبب الأزمة التي صنعها أسلافك.

أيها الوزير، الزمن تغير… فالتافهون قد أمسكوا بالسلطة…

المصدر بيروت نيوز