قرّائي الأعزاء، أعتذر لانقطاعي المفاجئ عن الكتابة، ولكن عذري أنني أم وربة منزل وعاملةٌ كادحة في هذه الحياة القاسية، شأني شأن كل مواطن في لبنان.
أذكر عند حدوث انقلاب في تركيا، لقد حمى الشعب وطنه من الانقسام، ونزل الشعب إلى الشوارع والساحات للدفاع عن وطنه، خاصّة بعد رؤيته لما حدث في كل البلدان المجاورة بحجّة ربيع الثورة.
ولكن كان نظرهم أبعد وأثقب من نظر الكثير من الشعوب حولهم. فبدل ركوب موجة الانقلاب، لا، وقفوا مع وطنهم وحموه بأنفسهم وباللحم الحي دون أسلحة، أجسادهم فقط؛ وقف الشعب كل الشعب موالياً ومعارضاً وقف بجانب وطنه وحماه، وكم ذهب ضحايا تلك الفترة غير المتكافئة! نزلت دبابات مقابل أجساد شعب.
هم لا يريدون لبلادهم الانزلاق في مهوار الفوضى، بغض النظر عن رضاهم أو عدمه عن سياسة البلاد ورئيسها.
كم أتمنى أن يكون لشعب وطني هذا الحب والاندفاع والاستماتة في سبيل وطنه وعدم خيانة هذا الوطن. أريد لشعب وطني أن يكون وفياً ومنتمياً لوطنه فقط .
منذ القدم لم أعرف أي معلومة عن شعب وطني تدل على أنه شعب وفيٌّ لوطنه.
حتى أيام الحرب العالمية وأيام السخرة، لقد استغل شعب وطني الوضع والتهاء الدول الكبرى بالحرب، ومارس أبشع أنواع الجشع على بعضه البعض، واحتكر المواد الغذائية وخزنها حتى فسادها بدل بيعها للشعب الجائع.
وهذا لا ينفك يتكرر على مر الزمان حتى أيام الحرب الأهلية، تقاتل الشعب مع بعضه لتنفيذ سياسات الدول الأخرى، كحالنا اليوم.
لم أعد أعرف ماذا أصنّف شعب وطني؟! وتحت أي مسمّى، في كل مرة تأتي أزمة أرى وطاويط لهذه الأزمة تطل برأسها وتستغل الوضع على حساب الناس والوطن.
في كل مرة أصدم من هذا الشعب المتعوب عليه فعلا……..يتبع